من حذرك كمن بشرك "الإمام علي"
ترك الإمام علي منظومة فكرية متكاملة تعد إحدى روافد حكمة الشرق وفلسفة الغرب، وعلى هديها نخاطب البونابرتيين السوريين "مهندسي الهوس الأمني" ومقاولي (الحوار الوطني) لعلهم يعودون إلى جادة الصواب ويدركون أن للحق صولة. (وإن من صارع الحق، صرعه).
ولعلهم يطفئون هذا اللهيب في الوطن السوري بماء في أكفهم، ويقفون ملياً عند حكمة الإمام علي القائلة: (احصد الشر من صدر غيرك بقلعه من صدرك) و(إن الناس أعداء ما جهلوا).
نذكر أن الإمام علي كان من دعاة التغيير والثورة الشاملة على العهد الذي سبقه وكان عدواً للباطل ونصيراً للحق وسيفه المسلول، إذ يقول: (والذي بعث محمداً بالحق إنه لا بد أن يعود أسفلكم أعلاكم وأعلاكم أسفلكم وليسبقن سابقون كانوا قد قصروا وليقصّرن سباقون كانوا قد استبقوا).
كان الإمام علي يؤكد انحيازه إلى طبقة العامة ويأمر ولاته وعماله بأن يحذوا حذوه إذ قال: (إن الله فرض على أئمة العدل أن يقدّروا أنفسهم بضَعَفَة الناس لئلا يتبيغ (يثور) بالفقير فقره).
ويتابع القول: (الذليل عندي عزيز حتى أخذ الحق منه، والقوي عندي ضعيف حتى أخذ الحق). واعتبر الحاكم القدوة الحاكم العادل الذي هو قدوة للمحكومين، فما هو مباح له مباح لرعيته، وما هو حرام عليه حرام على رعيته، ولا يعفيه مركزه من مخالفة القوانين بل يجب أن يكون السابق إلى تنفيذها.
إذا قال: (ما أحثكم على طاعة إلا وسبقتكم إليها، ولا أنهاكم عن معصية إلا وأتناهى قبلكم عنها).
وعن الفساد كتب (يا أهل الكوفة إن خرجت من عندكم بغير رحلي وراحلي وغلامي فأنا خائن).
(استعمل العدل واحذر العسف والحيف فإن العسف يعود بالجلاء (هجرة العباد إلى خارج البلاد)، والحيف يدعو إلى السيف!).
(إياك والاستئسار بما للناس فيه أسوة).
كما أنه حارب الاستبداد والقمع الفكري وكان يشجع تعددية الرأي.
بقوله: (من استبد برأيه هلك ومن شاور الناس شاركها في عقولها).
(قارع الرأي بالرأي فينجلي الصواب).
نذكّر أخيراً البونابرتيين السوريين بأن نابليون قد أصبح داعية سلام وقال: (إن تحقيق السلام أعظم من كسب الحروب. إذ لم تجتهدوا لإلغاء الحرب. فإن الحرب تلغيكم). وكتب بابلو نيرودا في قصيدته (أملي): يستطيعون أن يقطعوا كل الزهور، لكنهم لن يستطيعوا أن يكونوا سادة الربيع).