الكاتب: الدومري السوري
استطاع الدومري وعن طريق وساطات خاصة أن يجري مقابلة مع مسؤولة في التلفزيون العربي السوري شريطة عدم ذكر إسمها، فكان الحوار التالي:
الدومري: لماذا واجهتكم مشاكل في اعتماد شعار للتلفزيون بالرغم من أن سوريا بلد الشعارات؟
المسؤولة: بصراحة أردنا شعار معبر عن واقع البلد، ولذلك اعتمدنا شعار الحلقة المفرغة. فكما تعرفون، كل شيء لدينا يدور في حلقات مفرغة، بداية" من قوانين الإصلاح وإنتهاء" بقوانين التعليم.
الدومري: ماذا تعنون بقولكم "شاشة تجمعنا" التي تكتبونها بعد الشعار؟
المسؤولة: من المعروف أن السوريين قلما يجتمعون على رأي، ولكن لاحظنا أن جميع المواطنين يجمعون على أن التلفزيون السوري هو الأسوأ في المنطقة، ومن هنا جاءت فكرة "شاشة تجمعنا".
الدومري: بالنسبة للمذيعين في التلفزيون هل هنالك معيار للغلاظة قبل الموافقة على تعيينهم؟
المسؤولة: طبعا" نحن نتبع ضوابط غلاظه صارمة جدا"، وضعها قسم الذاتية لدينا بالتعاون مع المذيع الأخباري نضال زغبور والمحلل السياسي عماد فوزي الشعيبي.
الدومري: وبالنسبة للمذيعات هل هنالك معيار للقباحة؟
المسؤولة: معيارنا هو المذيعة عزّة الشرع. وكل متقدمة بطلب لوظيفة مذيعة عندنا يجب أن لا تتعدى قباحتها هذا المعيار.
الدومري: وماذا عن وزنهن؟
المسؤولة: هذا من اختصاص الدائرة الهندسية وله علاقة بالأساسات الإسمنتية لمبنى الإذاعة والتلفزيون والحمولات القصوى الممكنة. ربما يجب أن تسأل الدائرة الهندسية.
الدومري: ولكن لماذا لا تحاولون على الأقل تحسين ماكياجهم؟
المسؤولة: هنالك حدود لما يمكن للماكياج أن يغطيه، ولكن خبير الماكياج يستطيع أن يفيدك أكثر بهذا الخصوص.
الدومري: هل هو موجود الآن لنتكلم معه؟
المسؤولة: لا، فهو يعمل دهّان أثناء النهار.
الدومري: وماذا عن تسريحات شعرهم؟
المسؤولة: ماذا عنها؟
الدومري: يعني المشاهد لا يفهم إذا كانت هذه المذيعة لم تستحم منذ شهرين أم أنها تضع (جـِلّ) على شعرها..
المسؤولة: الجواب عند مصفف الشعر أحمد
الدومري: هل هو موجود الآن لنتكلم معه؟
المسؤولة: لا، فهو يعمل في تنجيد فرشات الصوف أثناء النهار
الدومري: سؤال أخير عن المذيعات. من أين تأتون لهم بهذه الثياب الخالية من أي ذوق؟
المسؤولة: يا أخي إحمّد ربك أننا نستطيع أن نجد شيئا" يغطي (الأغلاط) الإلهية في جسمهم.
الدومري: والمسؤول عن الأزياء لديكم، هو..؟
المسؤولة: إنه أبو فراس
الدومري: هل هو موجود الآن لنتكلم معه؟
المسؤولة: لا، فهو يعمل في خياطة الشوادر أثناء النهار.
الدومري: لاحظنا مؤخرا" اعتماد أسلوب (المياعة) في الحكي لدى بعض المذيعات، ما سبب هذا؟
وهل فعلا" يعتقدن أنهن ظريفات وخفيفات دمّ ؟
المسؤولة: للأسف نصف المسؤولين هنا جاؤوا من مناطق سورية نائية ، وينطبق عليهم المثل القائل (متل يللي مو شايف شي، آم شاف........)، ولهذا هم يحبون هذا النوع من المياعة، ونحن نعمل طبقا" لتوجيهات المسؤولين.
الدومري: هل صحيح أن عائلة سورية واحدة فقط من أصل كل مائة ألف عائلة تشاهد التلفزيون السوري؟
المسؤولة: لا أبدا" هذه معلومات خاطئة. فعائلة واحدة فقط من أصل ثلاثمائة ألف عائلة تشاهدنا.
وبهذه المناسبة أوجه تحية خاصة لهذه العشرين عائلة.
الدومري: من المسؤول عن الديكورات المبهدلة في الإستديوهات؟
المسؤولة: أعتقد أنه أبو عبدو.
الدومري: هل هو موجود الآن لنتحدث معه؟
المسؤولة: لا، فهو يعمل حدّاد سيارات أثناء النهار.
الدومري: من يقرر اختيار المسؤولين والضيوف في برامج الحوار وخاصة السياسية منها؟
المسؤولة: هذا يرجعنا لموضوع الديكور. فعندما يكون الديكور (ناشف)، يجب أن نختار وجوه (ناشفة) تتماشى مع الجو العام.
الدومري: ولكن كل ديكوراتكم ناشفة...
المسؤولة: وأيضا" كل مسؤولينا ناشفين، فما المشكلة إذا".
الدومري: الملاحظ أن كل ضيوفكم يتكلمون بنفس الطريقة. دائما" مديح ونفاق وصفّ حكي.
لماذا لا تستضيفون أشخاصا" يتكلمون الحقيقة وينتقدون ويشيرون إلى مواقع الخطأ؟
المسؤولة: أعتقد أن لهذا علاقة بوجود مفرزة أمنية في المبنى
الدومري: دعيني أطرح السؤال بشكل آخر. أليس من الأفضل أن تستضيفوا أطراف المعارضة وتحاوروهم بدل أن ينشروا غسيلنا على الفضائيات العربية والأجنبية؟
المسؤولة: طبعا". هذا إذا كنت تريد أن ينتهي بنا الأمر في عدرا أو صيدنايا.
الدومري: يعني أنتم تعترفون أنه لا يوجد لدينا إعلام حرّ؟
المسؤولة: إسأل أصحاب جريدة الدومري ومجلة المبكي.
الدومري: فهمت قصدك. وبمناسبة الكلام عن الحوار، لماذا يتكلم المذيعون والمذيعات أكثر من ضيوف الحلقة في البرامج الحوارية؟
المسؤولة: أولا"، لأننا نخشى أن (يزلق) الضيف بكلمة ما (تفوّتنا بالحيط).
وثانيا"، هذه فرصتهم للكلام، لأنه عادة" خارج الأستوديو لا أحد (يعبرّهم).
الدومري: أين تذهب معظم ميزانيتكم المالية، وهل تشكل عبئ مادي عليكم
المسؤولة: القسم الكبير منها يذهب لتغطية أخبار وضع أحجار الأساس، يليها أخبار الاجتماعات والندوات والمؤتمرات وورشات العمل. ولكننا وجدنا طرق جديدة لتخفيف هذه الأعباء المادية.
فبالنسبة لتغطية أخبار وضع أحجار الأساس، سنأتي بحجر واحد نضعه هنا في ساحة مبنى التلفزيون وسيحضر كل المسؤولين إلى هنا بدل أن نرسل لهم طاقم التغطية.
الدومري: يعني حجر أساس واحد لتغطية كل مناسبة تتعلق بأي مسؤول كان؟
المسؤولة: تماما"، كل ما علينا فعله هو تغير مكان الحجر في ساحة التلفزيون من زاوية لأخرى حتى لا ينتبه المشاهد، كما إننا اتفقنا مع شباب (البوفيه) للحضور والتصفيق في كل مرة.
الدومري: وماذا عن تغطية أخبار الاجتماعات والمؤتمرات وورشات العمل.
المسؤولة: لا هذه سهلة كثيرا"، كل ما علينا عمله هو الرجوع إلى الأرشيف.
الدومري: هل لك أن تعطينا مثال؟
المسؤولة: مثلا" لتغطية اجتماعات الخطة الخمسية العاشرة نرجع لأرشيف الخطة الخمسية الرابعة فنجد أنه لا المسؤولين تغيروا ولا المواضيع تغيرت.
وبما أن كل شيء يصب في خانة الصمود ومواجهة التحديات فإننا نستطيع ببساطة عرض كل ما لدينا من أرشيف عام 1971 على أنه أخبار عام 2006 .
الدومري: شكرا" لك لهذه المعلومات القيمة. هل بإمكان أخذ صورة تذكارية للعاملين هنا؟
المسؤولة: حظك طيب لأنه هنالك إجتماعا" الآن بين كافة مدراء الأقسام وباستطاعتك التوجه للطابق الأعلى لإلتقاط الصورة.
الدومري: شكرا" مرة ثانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق