أين المفر يا سيادة الرئيس؟ فمسخرة الأمن المفروض علينا لقرابة نصف قرن من الزمان باتت مكشوفة بشكل كامل. فهذا الأمن هو بشكل أساسي لحماية النظام من المفكرين والكتاب والمدونين والأحرار، وليس لحماية الناس الأبرياء من عصابات الإرهاب والتشبيح التي عاثت في الأرض فسادا ورعبا.
أين المفر يا سيادة الرئيس؟ فجهازك الأمني الذي يعرف أين تدب النملة والذي جعل لكل حائط أذان لم ير أو يسمع بكل تلك الأسلحة والمندسين يدخلون البلاد ويتدربون على عمليات القنص والترهيب؟
لقد ضحى أهلنا بكل شيء في سبيل الأمن ولكن يا سيادة الرئيس قد تبين أن فسادكم قد طال حتى أمننا.
وزد على ذلك وقاحة كل الجهاز التنفيذي والتشريعي، فرغم كل الفوضى والجرائم التي ارتكبت لم نسمع بأي مسؤول لا أمني ولا إعلامي ولا تشريعي يتحمل المسؤولية ويستقيل،
بل في أحسن الأحوال ينتظر خبر الإقالة، عساك تكون منتظرا ذلك الخبر يا سيادة الرئيس.
أين المفر يا سيادة الرئيس؟ وقد سقطت ورقة التوت التي تغطي عورتك، وها أنت الآن ظهرت على حقيقتك القمعية بإرسالك آلاف الجنود والقوى الأمنية إلى شوارع المدن والبلدات وتحويل سوريا إلى سجن مغلق لا يسمح لأي خبر بالفرار منه.
لقد سقط القناع يا سيادة الرئيس وسقطت كل حملاتك الإعلامية الزائفة، وسقطت معها صورك ليس فقط في درعا بل في باريس ولندن واسطنبول حيث صرفت الكثير من أموال الشعب وأنت تحاول أن تقدم نفسك للمجتمع الغربي على أنك "كول".
إن كلمة نعم الوحيدة التي نقولها لك يا سيادة الرئيس هي: نعم لقد آن أوان الرحيل، فأين المفر يا سيادة الرئيس؟
إننا نعلم يا سيادة الرئيس أن كلماتنا هذه وسلمية المظاهرات هي أكثر ما يفقدك صوابك ولذلك لم تتوان عن إظهار ضحكاتك الهستيرية في مجلس الدمى في يوم كان واجباً عليك أن تقف باحترام وأن تحاول أن تدعي الأسى، لأننا لا نطلب منك أن تشعر، على الأرواح التي زهقت على يد عصاباتك الأمنية وغير الأمنية.
إننا نعلم أن قلمنا هنا وكلمات مثل حرية وسلمية تسمعها في الشارع هي السلاح الوحيد الذي يحمله المندسون ضدك، ولكن هذا السلاح سلاح السلمية والقلم هو الذي سيعيد لسوريا مكانتها ولك مكانتك!
وفي نهاية حديثنا يا سيادة الرئيس نهديك بيت الشعر التالي:
أسد علي وفي الحروب زرافة(1) ربداء تجفل من صفير الصافر
أسد علي وفي الحروب زرافة(1) ربداء تجفل من صفير الصافر
(1) ورد في البيت الأصلي كلمة نعامة ولكننا فضلنا استبدالها بكلمة زرافة لملاءمتها أكثر لطبيعة الموصوف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق