الكاتب: الدومري السوري
ما يزيد عن السنتين والأعمال في ساحة الأمويين لم تنتهي.
فإذا كانت المحافظة ووزارة الإدارة المحلية والمتعهدين والقائمين على المشروع لا يستحون من المواطنين على مبدأ ( بين النـَوَر ما في تكليف)، ولكن ألا يستحون من ضيوف البلد والسفراء والدبلوماسيين والسياح وزوار المعارض الذين زاروا البلد أكثر من مرة خلال العامين المنصرمين، ليجدوا نفس (البهدلة) في هذه الساحة.
ألا يتسببون بالإحراج لرئيس الجمهورية في كل مرة يزوره نفس الوفد ويمروا من نفس المكان، ليروا نفس (التطور الحضاري) على مدى عامين.
إذا كانوا يواجهون صعوبات هندسية يستعصي عليهم حلّها ، فلماذا بدؤوا بالمشروع من أساسه، وما هذه الدراسة الهندسية الركيكة التي لم تأخذ بالحسبان ما يواجهون من مشاكل.
وإذا لم يكن لديهم كوادر قادرة على إتمام ما بدؤوه (وهذا ما أثبتوه)، فليحضروا متعهد أجنبي لننتهي من هذه القصة.
وفي السياق ذاته هل تساءلتم يوما" كيف أن في دبي أقاموا مدنا" كاملة فوق الماء، وفي السعودية أنبتوا الزرع في الصحراء، وفي لبنان أقاموا وسطا" تجاريا" فوق خراب الحرب الأهلية، وكيف أنه ظهر النفط في سوريا، وبدأ ينضب النفط في سوريا ، كل ذلك... ونحن لم ننتهي من بناء مجمّع واحد فقط ؟
هذا المجمّع الموجود في ساحة المرجة، أعرق ساحات دمشق، والذي بدأ بإسم مجمّع يلبغا، ثم أصبح مجمّع الباسل، (وربما سيتغير إسمه إلى مجمّع (بوش)، في أقرب مما نتصور!!).
هذا المشروع (الكوني) بدء العمل به في عام 1974. فلو كان آنذاك مهندسين قائمين على المشروع تتراوح أعمارهم بين 40 – 50 عاما"، فهذا يعني أنهم الآن قد بلغوا 70 – 80 عاما" من العمر.
وحسب متوسط العمر الأقصى للفرد في سوريا ، فأن نصفهم قد (ارتحم) الآن، وربما النصف الآخر يعاني من مرض (الألزايهمر)، أي في كلا الحالتين لن تجد أحد لتحاسبه. وهذا يروق جدا" للحكومة التي سلمّت المشروع لكوادر جديدة مما يجعله بحقّ : (مشروع تتناقله الأجيال)
أكره التفكير في كلفة هذه المشاريع الوطنية، ففي دول أخرى من العالم لربما استطاعوا أن يبنوا ضواحي سكنية كاملة للمئات من مواطنيهم وبنفس التكاليف التي لم ولن تنتهي.
والمحزن في الأمر أنه حتى حين الانتهاء من هذه المشاريع بعد كل هذا الانتظار، وبعد كل هذه التكاليف، فإننا سنحصل على شيء أقل من العادي.
أي أننا لن نحصل على صرح عمراني يتهافت السياح لالتقاط الصور بجانبه أو تتناقل أخباره وسائل الإعلام.
كل ما سنحصل عليه هو ساحة أمويين مضاءة (مثل العادة) بالأحمر والأصفر والأزرق (كأننا في ملهى ليلي)، ونافورة أو نافورتين مياه في الوسط ، تقول للعالم بأجمعه : نعم إننا عديمي الذوق والحسّ الجمالي، ومتخلفين في الهندسة المعمارية (إضافة إلى كل شيء آخر..).
وما سنحصل عليه هو مجمّع (يلبغا أو الباسل أو بوش) قبيح الشكل ، يضاهي بقباحته أي موقف طابقي للسيارات في الدول المجاورة.
كل هذا غير مهم طبعا". المهم أنه عندما تكتمل هذه المشاريع، فإننا (سنطبّل ونزمّر ونّدبك )، مع تأمين تغطية تلفزيونية شاملة، وكأنه إنجاز قومي لا سابقة له، أو كأننا قد وصلنا إلى المريخ قبل بلدان الغرب.
وقد يصل بنا الأمر إلى إزاحة ستار وقصّ شريط، وربما التسابق لإلقاء خطاب أو خطابين عن الإصلاح والتحديث!! وعن الصمود والتحدي للمؤامرات الصهيونية والأميركية التي أعاقت هذه المشاريع المستهدفة من قبل إسرائيل وحلفائها عن طريق مخططات خارجية تهدف للنيل من......
(أعتذر عن عدم إتمام الجملة.... أريد أن أذهب إلى الحمّام لأتقيأ.....).
ما يزيد عن السنتين والأعمال في ساحة الأمويين لم تنتهي.
فإذا كانت المحافظة ووزارة الإدارة المحلية والمتعهدين والقائمين على المشروع لا يستحون من المواطنين على مبدأ ( بين النـَوَر ما في تكليف)، ولكن ألا يستحون من ضيوف البلد والسفراء والدبلوماسيين والسياح وزوار المعارض الذين زاروا البلد أكثر من مرة خلال العامين المنصرمين، ليجدوا نفس (البهدلة) في هذه الساحة.
ألا يتسببون بالإحراج لرئيس الجمهورية في كل مرة يزوره نفس الوفد ويمروا من نفس المكان، ليروا نفس (التطور الحضاري) على مدى عامين.
إذا كانوا يواجهون صعوبات هندسية يستعصي عليهم حلّها ، فلماذا بدؤوا بالمشروع من أساسه، وما هذه الدراسة الهندسية الركيكة التي لم تأخذ بالحسبان ما يواجهون من مشاكل.
وإذا لم يكن لديهم كوادر قادرة على إتمام ما بدؤوه (وهذا ما أثبتوه)، فليحضروا متعهد أجنبي لننتهي من هذه القصة.
وفي السياق ذاته هل تساءلتم يوما" كيف أن في دبي أقاموا مدنا" كاملة فوق الماء، وفي السعودية أنبتوا الزرع في الصحراء، وفي لبنان أقاموا وسطا" تجاريا" فوق خراب الحرب الأهلية، وكيف أنه ظهر النفط في سوريا، وبدأ ينضب النفط في سوريا ، كل ذلك... ونحن لم ننتهي من بناء مجمّع واحد فقط ؟
هذا المجمّع الموجود في ساحة المرجة، أعرق ساحات دمشق، والذي بدأ بإسم مجمّع يلبغا، ثم أصبح مجمّع الباسل، (وربما سيتغير إسمه إلى مجمّع (بوش)، في أقرب مما نتصور!!).
هذا المشروع (الكوني) بدء العمل به في عام 1974. فلو كان آنذاك مهندسين قائمين على المشروع تتراوح أعمارهم بين 40 – 50 عاما"، فهذا يعني أنهم الآن قد بلغوا 70 – 80 عاما" من العمر.
وحسب متوسط العمر الأقصى للفرد في سوريا ، فأن نصفهم قد (ارتحم) الآن، وربما النصف الآخر يعاني من مرض (الألزايهمر)، أي في كلا الحالتين لن تجد أحد لتحاسبه. وهذا يروق جدا" للحكومة التي سلمّت المشروع لكوادر جديدة مما يجعله بحقّ : (مشروع تتناقله الأجيال)
أكره التفكير في كلفة هذه المشاريع الوطنية، ففي دول أخرى من العالم لربما استطاعوا أن يبنوا ضواحي سكنية كاملة للمئات من مواطنيهم وبنفس التكاليف التي لم ولن تنتهي.
والمحزن في الأمر أنه حتى حين الانتهاء من هذه المشاريع بعد كل هذا الانتظار، وبعد كل هذه التكاليف، فإننا سنحصل على شيء أقل من العادي.
أي أننا لن نحصل على صرح عمراني يتهافت السياح لالتقاط الصور بجانبه أو تتناقل أخباره وسائل الإعلام.
كل ما سنحصل عليه هو ساحة أمويين مضاءة (مثل العادة) بالأحمر والأصفر والأزرق (كأننا في ملهى ليلي)، ونافورة أو نافورتين مياه في الوسط ، تقول للعالم بأجمعه : نعم إننا عديمي الذوق والحسّ الجمالي، ومتخلفين في الهندسة المعمارية (إضافة إلى كل شيء آخر..).
وما سنحصل عليه هو مجمّع (يلبغا أو الباسل أو بوش) قبيح الشكل ، يضاهي بقباحته أي موقف طابقي للسيارات في الدول المجاورة.
كل هذا غير مهم طبعا". المهم أنه عندما تكتمل هذه المشاريع، فإننا (سنطبّل ونزمّر ونّدبك )، مع تأمين تغطية تلفزيونية شاملة، وكأنه إنجاز قومي لا سابقة له، أو كأننا قد وصلنا إلى المريخ قبل بلدان الغرب.
وقد يصل بنا الأمر إلى إزاحة ستار وقصّ شريط، وربما التسابق لإلقاء خطاب أو خطابين عن الإصلاح والتحديث!! وعن الصمود والتحدي للمؤامرات الصهيونية والأميركية التي أعاقت هذه المشاريع المستهدفة من قبل إسرائيل وحلفائها عن طريق مخططات خارجية تهدف للنيل من......
(أعتذر عن عدم إتمام الجملة.... أريد أن أذهب إلى الحمّام لأتقيأ.....).
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق