٢٠١١-٠٥-١٥

عندما يتكلم الدكتولواء بهجت سليمان (من أرشيف الدومري السوري)


اتصل رئيس شعبة الأمن الداخلي سابقا" اللواء بهجت سليمان ببرنامج "الاستحقاق" الذي تعرضه قناة المستقبل اللبنانية.
بدأ هذا الاتصال بإصراره على أن يلقبوه (بالدكتور!!) بدل اللواء.
والمشكلة في هذا الاتصال هو انه أسمع كل من لديه (ريسيفر) في هذا العالم ، كيف يتكلم مسؤولينا الأمنيين: عنجهيين ، لا مجال لمخالفة رأيهم، وعندما يبدؤون الصراخ يفقدون منطق الحوار.

في حديثه، استعمل السيد اللواء (الدكتور قسرا") اسطوانة المسؤولين التي لا تتغير: "الصمود..القومية..الشموخ..التحدي..المؤامرات..الخ."
وبما أننا نحن السوريون تأقلمنا مع هذه اللهجة ومع طريقة الكلام هذه، لدرجة أنه حتى (بيّاع الفول النابت) يستطيع أن يكمل أي خطاب يبدأه أي مسؤول سوري، هل كان من الضروري أن يثبت للمشاهدين (الغير سوريين) أننا ما زلنا من أهل الكهف، نائمين في عسل الحكي القومجي؟ ومهما حدث فلا شيء سيوقظنا من ثباتنا؟

وبعد ذلك تابع اللواء (الدكتور القسري) مداخلته يبجلّ (ويمسّح الجوخ) للدكتور بشار الأسد. ومثله مثل رستم غزالي (حين تكلم مع قناة الجزيرة الفضائية)، أدلى بدلوه من نفاق يزكم الأنوف آملا"( ربما) أن يكون الرئيس يستمع للبرنامج.
ولو أنهم (هو، ورستم) أذكياء، وغير منافقين، وفعلا" يحبون رئيس البلاد، لتوقفوا أصلا" عن ممارساتهم التي أساءت وتسيء للرئيس بشكل مباشر ويومي بدل الخروج إلى الفضائيات والتباري في صفّ الكلام.
وأنا هنا لست بمعرض ذكر هذه الممارسات، ولكن يكفي تذكرة السيد اللواء الدكتور أنه عندما نزلنا إلى الشارع احتجاجا" على تقرير ميليس، وافترشنا الأرصفة إعتصاما" وتضامنا" مع رئيسنا، كان نجله الكريم مجد سليمان في دبي يتسوق، واشترى شقة" بما يقارب المليونين دولار.
(وإذا أراد السيد اللواء الدكتور الإنكار، فليمهلنا بعض الوقت لنحصل على نسخة من جرائد دبي التي نشرت الخبر).

 وليس دفاعا" عن خدام أحد أكبر رؤوس الفساد والمافيات السورية، ولكنني أود أن أطرح على السيد (الدكتولواء) التساؤلات التالية عن بعض ما ذكره في مداخلته:

الدكتولواء: خدام كان فوق المحاسبة.
السؤال: ألستم سيادتكم فوق المحاسبة أيضا". أنت وميرو وشاليش ومخلوف والخولي وحويجة و.. و..و..؟

الدكتولواء: هذه المجموعة الأقل من أصابع اليد الواحدة كانت تعيث فسادا في سوريا ولبنان ولم يكن أحد يستطيع أن يعترض عليها.
السؤال: أولا" لا بد أنك تتكلم عن يدّ فيها تشوه خلقي عدد أصابعها أكثر من خمسون إصبعا".
ثانيا" أي جهاز أمني كنت تدير أنت وزملائك في (حلقتكم الضيقة) إذا كنت تعترف علنا" أنه لا أحد يستطيع الإعتراض لهم؟ ومن الأقوى؟ الدولة أم الأفراد؟

الدكتولواء: دخل وزراء عديدون السجن
السؤال: هل لسيادتكم أن يسمي لنا أكثر من أسماء ثلاث وزراء دخلوا السجن على مدى الثلاثين عاما" المنصرمة؟ فإذا كان معياركم لنزاهة الدولة هو عدد الوزراء الذين يدخلون السجن ألا تعتقد أن العدد يجب أن يكون في حدود الثلاثين وزيرا" ؟

الدكتولواء: إنه (خدام) لم يفرق بين الإيرادات والدخل وبين الربح الصافي الذي لا يزيد في أحسن الأحوال عن 10 إلى 15% من الدخل ....أي أن دخل أو إيرادات 700 مليون دولار لشركة ما يعني ربحا صافيا بحدود 70 مليون دولار أو أكثر بقليل.
السؤال: لنفرض جدلا" أن كلامك (دقيق وصريح !!علما" أن أرباح الخليوي المتعارف عليها عالميا" هي بحدود 40%) فمن يكترث إذا قال خدام أن عائدات الخليوي تساوي خمس أو سدس الميزانية. هل برأيك أن المصيبة تكمن هنا؟
هل كلامك يعني أنه يجب أن نغض النظر عن 70 مليون دولار حرمت منها الخزينة، وحرم منها الشعب سنويا"؟
دعني أعطيك فكرة عن ما تفعله 70 مليون دولار للبلد سنويا":
* بناء سبعين مدرسة سنويا" في أرياف سوريا
*بناء مشفى سنويا" لمعالجة الأطفال
*بناء جامعة من الحجم الكبير سنويا" بدل البهدلة التي يتعرض لها الطلاب في جامعاتنا الحالية
*استيراد نحو 1400 باص سنويا" للنقل العام
أي أنه في الخمسة أعوام المنصرمة كنّا أنشأنا 350 مدرسة، خمسة مشافي، وخمسة جامعات.
أستطيع أن أكتب الكثير بما تفعله 70 مليون دولار سنويا" للبلد. فهل أنت فعلا" تكترث؟ أم أنه بمعاييركم فإن هذا المبلغ (غير محرز) لنناقشه؟

ختاما" سيادة (الدكتولواء)، نصيحة مجانية، لا تهاجموا خدام علنا" (فنحن جميعا" نعرف رجس هذا الشخص)، ورجس غيره.
فكلما هاجمتموه أكثر سقطت ورقة توت جديدة تغطي عورة كل خدام لم يغادر البلد.

نص المقابلة كاملة منشور على موقع مرآة سورية على الرابط http://www.syriamirror.net/modules/news/article.php?storyid=13703


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق