لدى صديقي هرة مدللة. كان لها صحن طعام خاص بها، وعلبة تشرب منها الماء، ووسادة تستلقي عليها. وكان من عادة صديقي أن يقوم بإطعام هرته ثلاث مرات في اليوم وتجديد المياه لها عند بداية كل نهار.
وذات مرة قمت بزيارته في الصباح الباكر، حيث جلسنا على الشرفة وتبادلنا الحديث. وشعرت بالعطش فطلبت كأسا من الماء، فجلب اثنين واحد لي والآخر له. شربت من كأسي ولم يشرب من كأسه. وشدنا الحديث عن الأوضاع في البلد وكان من الواضح تعارضنا في الآراء وكان النقاش قد بدأ بالاحتدام حول من يتحمل مسؤولية أحداث العنف في هذا البلد وفيما إذا كان على الناس التظاهر للمطالبة بحقوقهم أم أن ينتظروا حتى تعطف الحكومة عليهم بمكرماتها وعاطاءاتها.
وعندما كانت أصواتنا تتعالى فإذ بصوت رشف الماء يقاطعنا. التفتنا لنرى الهرة قد وضعت رأسها في كأس ماء صديقي وراحت تشرب منه بشراهة. وما كان من صديقي إلا أن رفع يده وفي عينيه رغبة بضربها وهو يردد: "كم مرة قلتلك على الطاولة ما بتقربي وعلى أكلنا وشربنا ما بتمدي إيدك". ولكنها نظرت إليه ببرود وتابعت الشرب دون توقف. وفي نفس الوقت تحركت يدي واستوقفت يده باللاشعور. وسألته بسرعة لإخماد غضبه: "انت عبّيت علبتها مي اليوم الصبح إلا نسيت؟". فقال لي:
"لا والله نسيت، الله يلعن الشيطان". وقام بملء الماء في علبتها فانصرفت عنه وشربت منها. ومع عودة الهدوء لحديثنا قلت له: "شفت أنو حتى القطة وقت تصادر حقها ما بتخاف من شي لتحصّلو". فقال لي: "معك حق، خلينا نطلع نتظاهر لنجيب كل حقوقنا".
وذات مرة قمت بزيارته في الصباح الباكر، حيث جلسنا على الشرفة وتبادلنا الحديث. وشعرت بالعطش فطلبت كأسا من الماء، فجلب اثنين واحد لي والآخر له. شربت من كأسي ولم يشرب من كأسه. وشدنا الحديث عن الأوضاع في البلد وكان من الواضح تعارضنا في الآراء وكان النقاش قد بدأ بالاحتدام حول من يتحمل مسؤولية أحداث العنف في هذا البلد وفيما إذا كان على الناس التظاهر للمطالبة بحقوقهم أم أن ينتظروا حتى تعطف الحكومة عليهم بمكرماتها وعاطاءاتها.
وعندما كانت أصواتنا تتعالى فإذ بصوت رشف الماء يقاطعنا. التفتنا لنرى الهرة قد وضعت رأسها في كأس ماء صديقي وراحت تشرب منه بشراهة. وما كان من صديقي إلا أن رفع يده وفي عينيه رغبة بضربها وهو يردد: "كم مرة قلتلك على الطاولة ما بتقربي وعلى أكلنا وشربنا ما بتمدي إيدك". ولكنها نظرت إليه ببرود وتابعت الشرب دون توقف. وفي نفس الوقت تحركت يدي واستوقفت يده باللاشعور. وسألته بسرعة لإخماد غضبه: "انت عبّيت علبتها مي اليوم الصبح إلا نسيت؟". فقال لي:
"لا والله نسيت، الله يلعن الشيطان". وقام بملء الماء في علبتها فانصرفت عنه وشربت منها. ومع عودة الهدوء لحديثنا قلت له: "شفت أنو حتى القطة وقت تصادر حقها ما بتخاف من شي لتحصّلو". فقال لي: "معك حق، خلينا نطلع نتظاهر لنجيب كل حقوقنا".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق