الكاتب - صديق الجمرة: عاشق البحر والجبل
تنويه الكاتب: الأسماء و الأحداث من مخيلة الكاتب.
كلمة الجمرة: "أنا وأنت جاران مشتركان في وطن بحلوه وبمره، لاتدع خلافاً بين أجدادنا، الذين لا نعرف أسماءهم ولمَ اختلفوا في البداية أصلاً، يخرب عيشنا المشترك".
أبو يوسف، متعهد كافتيريا قرب جامعة تشرين، ركب التكسي في مدينة اللاذقية منطقة الشيخضاهر.
- يعطيك العافية يا اخي
- اهلا يا اخي
- ع الجامعة من فضلك
- تكرم.
يتابع شوفير التكسي:
- شفت يا أستاذ شو عمبيصير بالبلد؟
- شايف يا أخي، الله يهدي النفوس.
شوفير التكسي يسأل بمكر:
- انشالله، شو بيقلولك؟
- أبو يوسف، و حضرتك؟
جواب محير بالنسبة لشوفير التكسي الذي كان يأمل بجواب محدد اكثر، يجاوب:
- أنا أبو جنى، ما عندي شباب. (متابعا) والله يا أبو يوسف الوضع بيخوف بالبلد، شو رأيك؟
- الله يهدي النفوس.
لم يشفي غليل السائق و يبدو أنه رح يتعذب مع أبو يوسف.
- هلق حضرتك من وين؟
- اللاذقية.
- يعني من اللاذقية المدينة ولا؟
بدا أبو يوسف بالانزعاج، جاوبه:
- ولدت باللاذقية اذا هاد قصدك.
- لا قصدي الأصل من وين؟ (مع غمزة خبيثة)
هون و بعد أن فهم أبو يوسف مقصد ابو جنى شوفير التكسي، جاوبه:
- أنا ولدت باللاذقية بس الوالد أصله من ضيعة قريبة.
كان هذا كافيا للسائق لتعديل خط سير الحديث من هذه النقطة تباعاً. فتابع:
- شايف كيف أهل البلد قلبوها طائفياً؟ كل هل السنين وانا خائف و عرفان انو ما ممكن نوثق فيون.
هنا انفجر ابو يوسف غاضباً:
- يعني إيه أنا علوي. لكن ساكن بالصليبة و جيراني كلون سنة وكلون صحابي. ما بجيب بضاعة الكافتيريا يلي مستثمرها إلا من عند صاحبي أبو جاك السمان بالمارتقلا. بقعد بقهوة بالمشروع السابع و كلون صحابي من العلويين و المرشدية. نشالله تكون ارتحت يا استاذ؟؟! اصلا بحياتنا ما حكينا بالدين و الطائفة الا ع زمان ها النظام المعفن و لا بحياتنا فكرنا بدين ولا طائفة لولا عصابات النظام الأمنية. نزلني ع اليمين و وريحني منك و من كل شاكلتك.
صف شوفير التكسي ع اليمين و نزل أبو يوسف بغضب و تابع المسير راجلاً بينما تناول السائق ورقة و قلم و استهل كتابته بالجملة:
تحية عربية و بعد .....
حلو كتيييييير
ردحذفولكن ورغم أن كل أصدقاء أهلنا و أصدقاءنا هم من كافة الطوائف لكنهم لايرضون تزويجنا من غير الطائفة والنسبة التي ترضى بذلك قليلة جداً
وبرغم إيماننا بأنه لاوجود للطائفية بيننا إلا أنها موجودة
أعتقد أن الإيمان بعدم وجود الطائفية هو حلم في أذهاننا أكثر من كونه واقع على الأرض
ولكن إذا استثنينا موضوع الزواج فنعم لا وجود للطائفية بيننا
هادا يا عزيزي القارئ مو حلم بل هو مشروع رح يبلور ضمن نظام ديمقراطي حر وحتى لو أخد وقت بس رح نوصلو متل ما غير شعوب وصلتلو.
ردحذف