منذ فترة أفادت وكالات الأنباء المختلفة أن سوريا أجرت تجارب على إطلاق ثلاثة صواريخ سكود للمسافات البعيدة، انفجر منها إثنان خطأ" على الحدود التركية، أما مصير الصاروخ الثالث فما زال مجهول.
الدومري السوري استطاع أن يجد الصاروخ الثالث مقيما" في أنقرة، وأجرى معه الحوار التالي:
الدومري: ما هي الأسباب الرئيسية وراء هروبك من سوريا؟
الصاروخ: الحقيقة أنها أسباب تتعلق بمصيري في هذا البلد، فأنا رأيت مصير الكثيرين من أمثالي هناك أمام عيني ولا أحب أن أنتهي إلى ما انتهوا إليه.
الدومري: وما هي هذه النهاية البائسة التي لا تريد أن تصل إليها؟
الصاروخ: هناك عدة احتمالات لهذه النهاية في سوريا وكلها أسوأ من بعضها بنظري:
فمثلا"، النهاية المفجعة الأولى هي أن أبقى في مخزن الأسلحة كملايين الأسلحة السورية التي يدفع ثمنها المواطن السوري من عرقه ودمه إلى أن يعلوني الصدأ ثم أدفن في مقابر الخردة المعدة للأسلحة السورية.
أما النهاية الثانية فهي أن يأتي اليوم الذي يضطر فيه الحزب الحاكم والنظام السوري للتخلص من أسلحته كدليل على تمسكه بخياره الإستراتيجي خيار السلام فيكون مصيري حينئذ أيضا مقابر الخردة ولكن بعد التقطيع وتكسير الأضلاع كما يجري للمعارضين في أقبية المخابرات.
والنهاية الأليمة الثالثة أن أكون سلاحا" ضد أحد الدول العربية المجاورة أو البعيدة.
أما النهاية الأخيرة وهي أبشع النهايات وهي ما لا أتمناها لأي من أصدقائي الصواريخ، أن أستعمل في إخماد ما يدعى ثورة شعبية ضد الحزب أو إنتفاضة شعبية ضد السلطة فأكون السبب في هلاك المئات أو الآلاف من أبناء هذا الشعب الحبيب الذي لم يدر بخلده يوم دفع ثمني أنهم سيستعملونني ضده.
الدومري: لكن لماذا لا تطلب استعمالك ضد العدو المحتل في الجولان ؟
هنا انفجر الصاروخ من الحزن والغضب والألم وكاد الدومري السوري أن يفقد حياته.
ونأسف نحن لانقطاع المقابلة....
(تمّت إعادة الصياغة بتصرف عن الكاتب أمير أوغلو- الدانمارك.)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق