تحذير - قد لا تروق المقالة للأخوة من المتشددين الدينيين و يُنصح لهم بعدم القراءة
قبل أن تتهمني بالهرطقة و الإلحاد و الشيطنة. قبل أن تلعنني و ترميني بالنّار, أرجو منك أن تقرأ التدوينة و أن تفهم أنها فكرة فلسفيّة بسيطة و ليست دعوة للإلحاد بل هي فكر من منظور توحيدي و منطقي و ليس من منظور إلحادي أو تكفيري أو حتّى علمي. وهذه التدوينة قابلة للإغناء و التوسيع بمشاركتكم.
صورة تخيليّة لدستور و تشريع معاصر |
سيدي, سيدتي. على مختلف طوائفكم و أديانكم و أيدلوجياتكم العقائدية و الفكريّة. تشير كل الكتب السماويّة المتبعة في منطقتنا العربيّة و منطقة الشرق الأوسط إلى يوم الحساب أو يوم القيامة. وهو اليوم الذي سيقف فيه كل البشر أمام ربهم و يُسئلون عمّا فعلوا في دنياهم.
هذا اليوم الذي سينفخ فيه اسرافيل في الصور و سيفزع جميع البشر على الأرض و جميع من في السماوات بلا استثناء بغض النظر عن أديانهم أو أفكارهم و دون تفريق بين ابن مكة و ابن صحراء سيبيريا.
سيسأل المسلم و المسيحي و اليهودي و الملحد و السيخي و كهنة التيبت و أنا و أنت و أهل الكهف الذين لم يكونوا من متبعي أي دين ولكنهم كانوا موحدين. سيسألون عن أي
دين أو فكر اتبعوه و سيحاسبون وفق ما اتبعوا.سيسئل كل الانسان عمّا فعله في حياته من السيئات و مقابلها من الأعمال الجيّدة و سيحكم ميزان العمل بأي طريق سيذهب. قد يخالفني البعض حين أعتقد أن الله لن يسأل أهل التيبت, الذين عُزلوا عن العالم و لم يعرفوا الإسلام أو أي دين آخر, لماذا لم يوحدوا أو يسلموا وخاصة أن الانسان كان موجوداً قبل كل الأديان بآلاف السنين.
سيسأل المسلم و المسيحي و اليهودي و الملحد و السيخي و كهنة التيبت و أنا و أنت و أهل الكهف الذين لم يكونوا من متبعي أي دين ولكنهم كانوا موحدين. سيسألون عن أي
دين أو فكر اتبعوه و سيحاسبون وفق ما اتبعوا.سيسئل كل الانسان عمّا فعله في حياته من السيئات و مقابلها من الأعمال الجيّدة و سيحكم ميزان العمل بأي طريق سيذهب. قد يخالفني البعض حين أعتقد أن الله لن يسأل أهل التيبت, الذين عُزلوا عن العالم و لم يعرفوا الإسلام أو أي دين آخر, لماذا لم يوحدوا أو يسلموا وخاصة أن الانسان كان موجوداً قبل كل الأديان بآلاف السنين.
الفكرة هنا أن شرع الله في الآخرة سيكون على مسافة واحدة من الجميع و لن يشفع لمسلم أكل مال اليتامى أنه حج إلى بيت الله قبل أن يموت بسنة مثلاً ولن يشفع لخوري اغتصب طفلاً سنوات التضرّع ليسوع و صلواته في ليالي حياته ولن ينسى ملحداً قضى عمره في عمل الخير. أي أن الله سيعامل المسلم و المسيحي و اللاديني بنفس المعاملة و ميزان الحسنات و السيئات هو نفسه للجميع ولن يميل إلّا بأعمال الانسان. و الانسان وحده سيحاسب على حدة ولن يحاسب مع ملته أو طائفته أو دينه أ عشيرته أو قومه. سيقف وحده أمام القانون و التشريع الإلهي الذي سيحاسب البشر جميعاً و ليس ديناً لوحده. هذا الشرع الذي سيحاسب الكل ليس وفق كتبهم بل بالعدل الإلهي الذي يطبّق على الجميع من أصحاب الكتب السماوية و غيرهم.
عندما أفكّر في ما كتبت لا أجد سوى وصفاً واحداً لهذا العدل و التشريع الإلهي الذي لا يفرق بين الأديان و يقف على مسافة واحدة من جميع البشر و يحاسب الجميع على أعماله الحسنة و السيئة. ألا وهي صفة العلمانيّة. فهو عدل و تشريع لا يتبع لدين و إلا فكيف سيحاسب متبع السيخية الذي لم يعرف أي دين سماوي من قبل على أنه لم يصلّي و لم يصم رمضان؟
كمثال عملي: أرى أن التشريع الاسلامي واجب على المسلم في بلد لا يوجد بها إلّا المسلمين و كان هذا صحيحاً زمن الرسول و الخلفاء ولكن الأزمنة قد تغيّرت والعالم اليوم أصغر مما كان عليه بوسائل المواصلات و الاتصالات التي سمحت للناس بالإختلاط بالمجتمعات الأخرى و بالتالي تعددت الأفكار و المعتقدات في بلدان "المسلمين" و صار من اللازم أن يكون تشريع الدولة أقرب إلى الشرع الالهي يوم القيامة و على مسافة واحدة من الجميع.. أي علماني.
قال تعالى بلا بلا بلا كل عمل يقوم به غير مسلم يذهب هباء منثورا بلا بلا بلا
ردحذفو يؤبرني العلماني الكيوتي
( وقال الذين لا يرجون لقاءنا لولا أنزل علينا الملائكة أو نرى ربنا لقد استكبروا في أنفسهم وعتوا عتوا كبيرا ( * ) يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا ( * ) وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا
ردحذفيعني الذين بُلّغوا الرسالة ولم يؤمنوا. وهذا لا يشمل من لم تصل رسالته اليهم (على الأقل الاسلام)