٢٠١١-٠٩-٢٣

عن البحرين

التقيت البارحة بأحد الأصدقاء المضطلعين على الوضع البحريني و حدثني عن لجنة تقصي الحقائق التي أُنشأت بأمر من الحكومة البحرينية. بعض أعضاء اللجنة فضلوا الاستقالة من هول ما رأوه وما سمعوه ولأنهم لن يستطيعوا أن يفعلوا شيئاً سوى رفع تقرير واهي. هذا و في ظل أخبار عن وصول تعزيزات جديدة لدرع الجزيرة إلى البحرين عقب تصعيد من نوع مختلف حيث قامت معارضة البحرين بـ"حصار المنامة" يوم الأربعاء 23-09-2011 بطريقة مبتكرة وسلمية وهي القيادة و بشكل جماعي إلى المنامة لخنق الطرقات. 
أما عن بعض قصص البحرين التي استمعت إليها اللجنة: منع الأطباء, وبتهديد السلاح, من مداواة جرحى المظاهرات. اقتحام المنازل ليلاً و تهديد الرجال بإغتصاب بناتهم و زوجاتهم من أجل الإدلاء بمعلومات عن المتظاهرين و الناشطين هذا غير التنكيل و الاستهداف المباشر بالسلاح. 
طبعاً ولا يخفي عليكم قرّاء الجمرة الأعزاء أسباب التعتيم الإعلامي حول الملف البحريني. فالدول ذات الاستثمارات النفطية لن تسمح لربيع عرب شمال بلاد الشام و شمال أفريقيا بالوصول للخليج لما فيه من خطر على استقرار
المنطقة الأغنى بالنفط عالمياً و خاصة أن
حكام هذه الدول هم دمى بيد القوى العالمية بينما شعوبها تعادي تلك القوى فتخيل خطورة خسارة الحلفاء في الخليج العربي. هذا و قد أتُّهمت ثورة البحرين أنها ثورة طائفية تابعة لإيران و تسير ضمن مؤامرة فارسية لنشر التشيّع في الوطن العربي!! وبغض النظر عن موضوع تطييف الحراك ولكن الأسئلة هنا هي نفس الأسئلة التي تطرح لجميع القادة العرب و المستبدين حول العالم, هل كان لأي مؤامرة أن تخترق دولكم لولا كان طغاتكم عادلين؟ هل الانتماء الديني أو المذهبي أو اللاديني أو غيره يسقط حق المواطنة عن أفراد الدولة؟ 
و أخيراً النظام السعودي الاستبدادي الذي زج درع الجزيرة ليحتل البحرين مرتعب من تبعات استيقاظ الأقليات من أبناء الطوائف المهمّشة و المقموعة في الخليج العربي لاسيما أن السعودية بلد فيه عدد لا بأس به من الشيعة التي يمكن تشبيه وضع معيشتهم بوضع معيشة عرب الأهواز في ايران. وأنا متأكد أنك, عزيزي القارئ, تعرف وضع عرب الأهواز بحكم متابعتك لقناة العربية التي انبرت للدفاع عن حقوق الأقليات المضطهدة في ايران و تناست حقوق الانسان و الحريات العامة لجميع المواطنيين بمختلف أطيافهم و أديانهم وجنسهم في السعودية و الخليج العربي.
يعني "طال عمره" ذكرني بأوباما حين قال خطب الأخير في الأمم المتحدة و بارك حريّة شعوب العالم و العرب جميعاً إلّا الفلسطينيين. و أبو حسين أوباما بدوره ذكرني بالأخ "طال عمره" حين سحب الأخير سفيره من سوريا احتجاجاً على سفك الدم السوري وبالمقابل يزج بجيشه لسفك الدم البحريني.
من أكثر ما يقرفني هو نظام استبدادي يزايد على نظام استبدادي آخر...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق