ديكتاتور يخلف ديكتاتور؟ يمين: قذافي 1969 - يسار: عبدالجليل 2011 |
قلتها مراراً و قالها الكثيرون. "أن تكون معارضاً لديكتاتور لا يجعلك بالضرورة ديمقراطيّاً"
كنت آمل أن تبدأ ليبيا الجديدة بعيداً عما كانت عليها زمن القذّافي من ظلم و قمع و استبداد للرأي. و كان أول الأشياء التي يجب أن يقوم به الليبيين هو أن يقدّموا للقذافي ما لم يعطيه الكولونيل لخصومه السياسيين وهو المحاكمة العادلة. العالم العربي و الاسلامي و الدولي كلّه يرقب يوم انتصار ثورة الحريّة في ليبيا و التغييرات التي ستخلقها في مجال حقوق الانسان و الحريّات و تأسيس للعقد الاجتماعي الحضاري الذي يمثّل ربيع العرب و
يسّوق لقضايا منطقتنا أمام العالم الذي بدأ يستلهم من ثوراتنا. و لكن, و على العكس, فكل ما رأيناه كان ديكتاتوراً ضعيفاً يتوسّل الرحمة. يركله الثوّار و هو مضرّج بدمائه و أحدهم يضع أداة حادّة في دبره.. و من ثمّ تظهر جثّته و على رأسه أثر طلق ناري و يُعلن موته و انتقاله إلى "مزبلة التاريخ" و تحرير ليبيا من الطاغية... كيف بالله أصبحتم أحسن من هذا الديكتاتور؟ للتذكير فقط: معمّر القذافي قاد انقلاباً أبيض, لم تراق فيه نقطة دم واحدة, على الملك الأوّل و الوحيد لليبيا ادريس السنوسي الذي لم يقتل أو يُلاط به بل تمّ نفيه.
كنت آمل أن تبدأ ليبيا الجديدة بعيداً عما كانت عليها زمن القذّافي من ظلم و قمع و استبداد للرأي. و كان أول الأشياء التي يجب أن يقوم به الليبيين هو أن يقدّموا للقذافي ما لم يعطيه الكولونيل لخصومه السياسيين وهو المحاكمة العادلة. العالم العربي و الاسلامي و الدولي كلّه يرقب يوم انتصار ثورة الحريّة في ليبيا و التغييرات التي ستخلقها في مجال حقوق الانسان و الحريّات و تأسيس للعقد الاجتماعي الحضاري الذي يمثّل ربيع العرب و
يسّوق لقضايا منطقتنا أمام العالم الذي بدأ يستلهم من ثوراتنا. و لكن, و على العكس, فكل ما رأيناه كان ديكتاتوراً ضعيفاً يتوسّل الرحمة. يركله الثوّار و هو مضرّج بدمائه و أحدهم يضع أداة حادّة في دبره.. و من ثمّ تظهر جثّته و على رأسه أثر طلق ناري و يُعلن موته و انتقاله إلى "مزبلة التاريخ" و تحرير ليبيا من الطاغية... كيف بالله أصبحتم أحسن من هذا الديكتاتور؟ للتذكير فقط: معمّر القذافي قاد انقلاباً أبيض, لم تراق فيه نقطة دم واحدة, على الملك الأوّل و الوحيد لليبيا ادريس السنوسي الذي لم يقتل أو يُلاط به بل تمّ نفيه.
الانجاز الثاني للمجلس الانتقالي الليبي و الذي انتظرته أن يخفف عني صدمة اعدام الديكتاتور دون محاكمة و ينسيني هذا الخطأ التاريخي لم يدفعني سوى لكي أتذكر انقلاب القذافي مرّة أخرى. ففي اليوم الذي أراد فيه السيّد مصطفى عبد الجليل, رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، أن يعلن حريّة ليبيا من الديكتاتور, أعلن نفسه ديكتاتواً جديداً حين استفتى نفسه و انتخب نفسه و قرر لوحده و بمشاورة عدد من أصدقائه أنّ "الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيس للقوانين ... وأكد أن كل القوانين التي تخالف الشريعة الإسلامية ستصبح ملغاة ومنها قانون حظر تعدد الزوجات ... و أنه سيتم إنشاء مصارف إسلامية في البلاد لا تتعامل بالربا." سيّد مصطفى, أليس الجدير بك أن تسأل الليبيين عن رأيهم؟ أليست هذه القرارات يحددها رجال و نساء ليبيا على حد سواء؟ أليس هذا زمن الحريّات و الديمقراطيّة؟
للتذكير فقط: كانت أول "انجازات" مجلس قيادة ثورة 1969 تأكيد هوية البلاد كجزء من "الامة العربية" ودين الدولة هو الاسلام .أصدر قانونا يمنع تناول الخمور و فرض الزكاة. و تحولت ليبيا، بين عشية وضحاها، من معسكر المحافظين التقليديين بين الدول العربية إلى دول القومية المتطرفة ذات هويّة الاسلامية, و كل هذا قسراً دون استفتاء عام. كما حظرت الأحزاب الشيوعيّة لارتباطها بالالحاد..
هكذا, أعزّائي, جاءنا معظم ديكتاتوريينا من الرؤساء و الملوك العرب, دخلوا علينا محررين و انقلابيين على الرجعيّة و الاستبداد و أخذونا إلى استبداد أسوء و أظلم. و ما أشبه اليوم بالغد حين نرى ولادة قائد و زعيم عربي - أفريقي و إمام مسلمي شمال وسط أفريقيا! هذا يا سادة هو اليوم الذي ولدت فيه ديكتاتوريّة المجلس الانتقالي الذي يرئسه السيّد مصطفى عبد الجليل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق