٢٠١١-٠٨-١٩

منقول: طائفتي علوي .. طائفتي سوري !!


منقول - رابط المقال الأصلي هنا

الكاتب: وجد شعلان | سيروريا


نظراً لحساسية الموضوع سأقوم في البداية بالتنويه بأن هذه المقالة تهدف إلى قراءة التكوين التاريخي للطائفة العلوية من أجل مقاربة هذه النقطة الحساسة بأدوات معرفية بدلا من المقاربات المتشنجة والموتورة التي تشهدها الساحة السورية هذه الأيام، فعلى الرغم من تأكيد الانتفاضة السورية على التزامها بموقف مدين للطائفية فإن النظام يظهر يوماً بعد يوم خالياً من أي وازع سواء كان إنساني أو أخلاقي أو أو وطني أو حتى طائفي. انتماؤه الوحيد هو لذاته المتورمة ونرجسيته المتضخمة وهو يراهن اليوم على إشعال سوريا والمنطقة من منطلق أنا ومن بعدي الطوفان ويرمي أوراقه القذرة يوماً بعد يوم، ولعل أكثر ما يسترخص المتاجرة فيه هو الطائفة العلوية حيث يسعى إلى استخدامها وقوداً لاقتتالات أهلية في محاولة يائسة لتمديد أيام استبداده.
أن نقول لا للطائفية لا يعني أن نتجاهلها، بل لا بد من الاعتراف بالأزمة الوطنية التي تصيب سوريا والتي يشكل المزاج الطائفي السائد حالياً أحد أبرز اشكالها بشكل يهدد الوحدة الوطنية ولحمة النسيج الوطني، سوريا تكون غنية بتعددها وتنوعها الثقافي عندما يسود جو من الانفتاح والمصارحة في ظل دولة مدنية ديموقراطية، أما سوريا اليوم فهي بلد مأزوم طائفياً، ولم يقم هذا النظام "العلماني" القومي" "التقدمي" إلا بترسيخ البنى الأهلية الطائفية والعشائرية والأثنية والعودة بالخطاب السياسي السوري إلى قرون مضت عبر تحول عبارات مثل "مكونات المجتمع السوري" في الخطاب السياسي السوري المعاصر إلى عبارة مفتاحية وعبر بحث المعارضة عن صيغة تمثيلية لكافة أطياف المجتمع السوري بشكل يذكرنا بدراما باب الحارة.
سنحاول في السطور التالية أن نقرأ أهم العوامل السوسيولوجية والتاريخية والثقافية التي تساهم في صياغة مواقف السوريين المنحدرين من هذه الطائفة ومحاولة تقديم الفهم الأعمق ومناقشة الكثير من الآراء والغوغاء التي يتم تداولها بخصوص هذه المسألة الحساسة.
حتى مطلع الستينات :

- للطائفة العلوية طابع ريفي حيث تنتشر في قرى الساحل السوري وشريطه الجبلي، وقد هاجرت مع باقي الريف السوري إلى المدن في بداية الستينات وحافظت مثلها مثل باقي الريف السوري المهاجر على طابع الكانتونات ولم تستطع أن تندمج في البنية المدنية نظراً لأن المدن التي هاجرت إليها أقرب إلى المدن الريفية منها إلى مدن كبيرة تستطيع أن تدمج المهاجرين فيها كاللاذقية وطرطوس وبانياس ومصياف وجبلة وطرطوس والحفة والرستن وجسر الشغور والغاب..