٢٠٠٩-٠٨-١٥

سوريا والعصر الحجري

بعد سنين طويلة من حكم البعث، لا يغيب عن أحد مقدار التراجع الحضاري الثقافي المعنوي والمادي الذي حل بنا نتيجة سياسات القمع والترهيب والنهب والتجديب. وبناء على ذلك قررنا القيام بدراسة نقارن بها واقعنا بواقع أسلافنا من سكان الكهوف.

1- من الناحية الغذائية:
- إنسان الكهف: كان يصطاد الحيوان يلي بيقدر عليه مشان ياكلو.
- الإنسان السوري*: ما ضل حيوان بالعالم وما اصطاد الإنسان السوري وعاش على لحمو - تلطيشة على المسؤولين مع حفظ الألقاب -.
- إنسان الكهف: كان بالأول ياكل اللحم ني، بعدين اكتشف النار وصار يشوي الأكل قبل ما ياكلو.
- الإنسان السوري: كان بالأول يستخدم الغاز ليشعل النار ليطبخ الأكل قبل ما ياكلو، بعدين صار يستخدم الحطب بسبب غلاء أسعار المحروقات بشكل عام، بعدين صار ياكل اكل ني لما خلص الشجر من البلد (لانو ما ضل حطب)، وأخيرا بطّل ياكل بالمرة، لانو ما ضل اكل بهالبلد الا اكل الهوا.
- إنسان الكهف: كان ياكل الفواكه من الشجر ببلاش وبدون غسيل لانو الطبيعة نضيفة.
- الإنسان السوري: بياكل الفواكه الوسخة يلي بيشتريها وبيدفع سعرها من دم قلبو وكمان بدون غسيل لانو المي يلي بتوصلو على البيت وسخة - بخاف يتسمم اذا غسل فيها.
- إنسان الكهف: كان يقضي حاجتو بالطبيعة وبشكل مفيد للشجر ولكل الطبيعة بشكل عام.
- الإنسان السوري: كمان بيقضي حاجتو بالطبيعة، لانو بيعرف وين عم يروحو بالمجارير (على البحر يلي بيسبحو فيه الناس).
2- من ناحية التكنولوجيا:
- إنسان الكهف: ما بيعرف شي اسمو التكنولوجيا، وكان يستخدم وسائل بدائية لتحقيق حاجاتو، متل الصراخ إلى الوادي البعيد مشان ينادي لابنو واستخدام التور بالزراعة، والحمار للتنقل والخشب والاحتكاك لاشعال النار، ومياه النهر للتنضيف اليدوي وغيرها من الادوات البسيطة.
- الإنسان السوري: بيعرف شي اسمو تكونولوجيا، بس ما بيستخدم شي منها للأسباب التالية:
أ- الاتصالات: تطبيقا لقول وزير اتصالات سابق (إذا ما غلينا الفواتير فلن يستطيع الشعب أكل الخبز)، فإن المواطن السوري فضل أكل الكاتو على الخبز وقال انشالله عمرو الخبز، وبطّل عن التلفون. وهيك رجع مواطنا المسكين يستخدم الصراخ ليحكي مع الجيران أو لينادي ابنو.
ب- الانترنت: وللاختصار فقط، انترنت بسوريا ما في، يعني بهَي متل إنسان الكهف تماما.
ج- الكهرباء: ارتأى المواطن السوري أنو ضو الشمعة مستقر أكتر من الكهربا يلي بتوصل على البيت ويلي ما تركت مواطن سوري بدون نضارات، و غير تخريب الأجهزة الكهربائية - في حال وجودها - وزيادة على هالوضع السيء بتطلع فواتير غير شكل. وهيك رجع المواطن للحطب والنار مشان الطبخ والدفا (بس كمان ترك هالشغلة لأسباب مذكورة سابقا).
د- الأدوات الكهربائية كافة: نتيجة الأسباب السابقة (الكهربا والمي والاتصالات) قرر الانسان السوري الاستغناء عنها نهائيا واعتبارها أدوات شريرة، لأنو أصلا مصدرها الغرب الأمبريالي.
ه- السيارات: بالحقيقة بشوفها المواطن السوري كتير مع ولاد المسؤولين ومع المسؤولين، بس ما بفكر فيها بسبب غلاء موارد الطاقة من جهة - طبعا السيارات ببلاش -، ومشان ما يفكروا المسؤولين (معاذ الله) أنو هالمواطن عم يحاول يكون بمرتبتهم الإلهية، و هيك قرر المواطن العودة إلى استخدام الحمار المستخدم منذ العصر الحجري (وجه شبه قوي جدا مع إنسان الكهف).
3- من الناحية الثقافية:
- إنسان الكهف: كان يتواصل مع الآخرين من خلال الإشارة مثلا كان الواحد يضرب مرتو كف ليقلها "بحبك".
- الإنسان السوري: بيعرف أنو في لغة ورثها من أجدادو، هاللغة كانت لغة حوار وتواصل، بس مع الاسف ما عرف كيف يستخدمها فتركها وصار يستخدم إيدو ورجلو للتعبير (متل إنسان الكهف) - تلطيشة على عناصر الأمن بس انشالله ما يفهموها.

وهيك يا سادة يا كرام منكتشف أنو نحنا وإنسان الكهف بنفس المستوى الحضاري - وفي نواحي سبقنا فيها - بفضل جهود القائمين على أمور البلد، وعلى هذا الأساس منحب نعطي اقتراح لوزارة السياحة ممكن رح يكون أقوى مشروع سياحي بالقرن ال 21 وهالاقتراح هو أنو يفتحو كل سوريا متحف ويسموه: متحف إنسان الكهف.

----------------------------------------------------------------------------------------------
* تعقيبا على كلمة إنسان سوري رح نحكي هالنكتة: مرة إجا واحد أجنبي مع كلبو على سوريا، المهم هالأجنبي قعد شهر بالبلد وقرر بعدها يرجع على بلدو فقال لكلبو: "يلا حبيبي ضب غراضك راجعين على البيت"، قام الكلب عوا وقال: "ما بدي إرجع"، قام صاحبو انزعج وسألوا: "ليش بقى يا روحي؟؟"، جاوبو الكلب: "لانو يا هيك عيشة الكلاب يا بلا".

٢٠٠٩-٠٨-١٤

لا تقايضوا الوطن (من أرشيف الدومري السوري)



هذه الصورة من أرشيف الدومري السوري، وقد تم نشرها بالتزامن مع التحقيقات في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري والتي أفضت نتائجها إلى الإشارة إلى تورط بعض ضباط النظام في هذه الجريمة.

سانا وممارسات إسرائيل العنصرية في الجولان

ذكرت وكالة الأنباء العربية السورية على الرابط التالي http://sana.sy/ara/2/2009/08/13/240319.htm أن سوريا قد سلمت لجنة الأمم المتحدة تقريرها عن إجراءات اسرائيل العنصرية بالجولان المحتل والتي منها دفن النفايات النووية وعمليات تهويد لطمس الهوية العربية لسكان الجولان. طبعا نحن كمواطنين سوريين غيورين على كل شبر من أراضينا مسرورين أنو الشباب اتذكروا الجولان ولو متأخرين شوي. بس كمان لأننا مواطنون غيورون على كل شبر من أراضينا نستغرب ونشجب وقاحة الشباب في التستر عن النفايات النووية المدفونة في صحراء تدمر وبعض المناطق القريبة من الحدود اللبنانية منذ ما يقارب عشرين عاما، والتي راح ضيحتها مئات المواطنين الأبرياء بإصابتهم بأمراض سرطانية قاتلة (أصاب الله بها كل مسؤول عن هذه الجريمة). كما نستغرب عمليات التعريب المتبعة ضد كل ما وجد على أرض وطننا من شجر وتراب وبحر وآثار وحتى إنسان مختلف في القومية. ورغم أننا من الشباب العربي إلا أننا لا نقبل بوجدنا على هذه الأرض كمستعمر وإنما كجزء من نسيج اجتماعي غني أساسه المواطن بكل ما تحمله هذه الكلمة من حرية الاعتقاد والانتماء والعيش الكريم تحت سقف قانون عادل.
وفي النهاية نقول:
سانا أوقدتِ الأحزانا
وجرحتِ فينا الإنسانا
بذكرِ جرائم أعدانا (1)
وطمس جرائم مولانا
ولهذا نهديكي قفانا
فتقبلي منا الإهانة

(1)أعدانا = أعداءنا وحذفت الهمزة للضرورة الشعرية.

طـزّ...مع فائق الإحترام (من أرشيف الدومري السوري)

السيدة هيلاري كلينتون
مع فائق الإحترام....، طـزّ في عقوباتكم...
فنحن شعب معاقب منذ أكثر من ثلاثين عاما".
معاقبون دون سيارات، ودون بيوت للسكن، ودون حرية للرأي، ودون قضاء نزيه، ودون إعلام حـرّ، ودون تكافؤ في الفرص، ودون وسائط نقل حضارية، ودون معاشات تحفظ كرامتنا.

نحن شعب معاقب بوجود مخلوقات جاءت من المريخ (أو أنتم جئتم بهم) بهدف تدمير كوكب الأرض، أقاموا عندنا، وأطلقوا على أنفسهم إسم (مسؤوليين..). ثم جاؤوا بأولادهم وأحفادهم وبدأوا بتدريبهم في بلدنا.

وياسيدتي .. طـزّ في تهديداتكم العسكرية...،
فهنالك من سبقكم، وقصفنا بقنابل جرثومية فأصابتنا بفيروسات يصعب الشفاء منها:
فيروس بلاهة البلاغة.. الذي يجعلنا نصدق كل الخطابات والتصريحات والوعود.
وفيروس الخوف النفاقي ..الذي يجعلنا نتدافع لتقبيل الأيادي، وسرا" ندعوا عليها بالكسر.
وفيروس الوطنية المؤقتة...الذي يجعلنا نهبّ لنجدة من لا يستاهلون نجدتنا.
وفيروس طائفية الطائفية.. الذي يجعل الكلام عن الطائفية جرما"، وممارستها عرفا".

تهديداتكم العسكرية لا تؤرقنا، وإحتمالات إنشاء سجن أبوغريب ثاني عندنا لا يقلقنا.
فنصف شعبنا تخرج من سجون المزة وتدمر وصيدنايا وعدرا،
ونصف شعبنا ترك (بيجامته) و (شحَاطته) هنالك، جاهز لأي تهمة تنتهك حقوقه.
فأبو غريبكم هذا مهزلة بمثابة (وييك إند) لشعبنا.

السيدة وزيرة الخارجية..
طـزّ في ألقابكم التي تطلقونها علينا.
فنحن شعب كل واحد فينا أعطوه لقب: الحاقد، والإنبطاحي، والعميل، والمتصهين، ...
وإضافة لقب إرهابي لألقابنا لن يقدم أو يؤخر.
اللهم إلاّ قلة قليلة سيزعجها هذا الأمر، فهم وحدهم الوطنيين؟ الشرفاء؟ المناضلين؟...
فأغدق الله عليهم عطائه بكنوز سليمان.

طـزّ في عقوباتكم المصرفية...
نحن ندعوكم شخصيا" لتجميد كافة أرصدة المسؤولين في الخارج،
فدولتنا ترتعد أوصالها لمجرد ذكر أسمائهم، ناهيك عن محاسبتهم.

طـزّ في أي عقوبات إقتصادية تفكرون بها...
نحن أمة تغير جلدها الإقتصادي حسب أهواء الأثرياء الجدد.
فمن كانوا يؤممون أرزاق الناس في الماضي، أصبحوا أكبر إقطاعيين بلدنا في الحاضر، ومن كان يتبنى مبدأ الإشتراكية، خلع (طقم السفاري)، ولبس ( بذلة أرماني) وبات ينادي بتشجيع الإستثمار.

طـزّ في الفوضى البناءة التي تهددون بها.
فمن كثر التخبط بقراراتنا ، نحن لن نشعر حين تبدؤون بتطبيق هذه الفوضى.
و... طـزّ في تخفيضكم الدبلوماسي...
مهما خفضتم مستوى دبلوماسييكم فلن تصلوا إلى المستوى المنخفض لدبلوماسيينا في الخارج!!

طـزّ في كل التهم التي تحاولون إلصاقها بنا...
من تجارة المخدرات، إلى تبييض الأموال، ومن انتهاك حقوق الإنسان، إلى تمثليات الإرهاب الداخلي.
من سرقة أموال نفط العراق، إلى سرقة أموال بنك المدينة...
فهل تعتقدين أن بلدا" يضحي بكل شعبه، وسمعته، ودوره الإقليمي، وكل ما يملك، مقابل حماية حفنة من الأشخاص، سيتأثر باتهاماتكم ؟

السيدة هيلاري كلينتون،
لو كنتم أذكياء لعرفتم أنه لا داع للتصعيد، لأننا خبراء في عقد الصفقات
فالصفقة الكبرى قد تمَت منذ سنوات عديدة، وكل شيء بعدها لن يعدو كونه (شوربة).
ولو كنتم أذكياء لعرفتم أن عقوباتكم ستكون هدية لنا لنبرر فشلنا في الإصلاح. وعذرا" بديلا" عن عذر (عدم التسرع والخطوات المتأنية) الذي سئم منه الجميع.
عقوباتكم ستكون تبريرا" للحزب الواحد، وقانون الطوارئ، والمزيد من الخطابات المقززة، واجتماعات اللجان، وفروع اللجان ، و(روبوتات مكشَرة) تأتي، وتصفق، ثم تغادر.

مع فائق الإحترام....، طـزّ في كل عقوباتكم...
فنحن شعب معاقب أصلا" ، مصاب بإنفصام الشخصية..
لا نعرف الفرق بين (التسييس) و (التتييس) ...
صباحا" معكم ضد حكومتنا....ومساء" مع حكومتنا ضدكم.
صباحا" نحب ميليس ونصفق له ، ومساء" نكرهه ونبصق في وجهه.

نحن شعب معاقـ (ب)، يستغلون إعاقتنا لإقناعنا بأن الإصلاح قادم ...

تنويه من الجمرة: تم تعديل اسم وزيرة الخارجية من كوندليزا رايس إلى هيلاري كلينتون بما يتناسب مع الواقع الجديد، ومن هنا يمكن ملاحظة أن تغيير الأسماء وتغير الزمن لم يغير من وضعنا شيئا طيلة ما يقارب تسعة أعوام.

طلعو خفافيش النظام حاسبينّا

بلشنا كتابة من كم يوم على أمل نغني المدونات السورية بكم مقالة وبهدف نوصل لكل إنسان من خلال كتاباتنا المتواصلة اللي بتنقل همومنا وطموحنا اللي بمثلوا هموم وطموح هالناس على اعتبارنا من هالناس. المهم اتفاجأنا أنو الشغلة أصعب مما توقعنا للأسباب التالية:
- منصحى من على بكرة الصبح لنروح ركض على أشغالنا.
- منرجع بآخر المسا وعلى آخر نفس وكل تفكيرنا انو بدنا نكتب، مننصدم بالكهربا المقطوعة.
- بتجي الكهربا بعد شي ساعتين ليبدا نضالنا مع الاتصال بالانترنت وبس ينجح بعد طول دعاء منبلش نفكر بالكتابة.
بالمحصلة ومن خلال يومين عمل ما طلعنا إلا بهالنتيجة: خفافيش النظام حاسبينّا (سنشرح لاحقا اختيارنا لكلمة خفافيش). "خلي هالشعب هلكان بمشاكل صغيرة، وهيك بآخر النهار ما بكون حدا فاضي يضيع ما بقي من جهد على إزعاجنا".
وفوق هادا كلو لسا بينط (يعني بيقفز) واحد من اليمين ليحكي عن التطوير، وواحد تاني من اليسار ليحكي عن التحديث، والتالت من النص ليحكي عن التطويث (دمج التنين). أما نحنا فمننط من كل الاتجاهات لنقول بكفي ضحك على عقولنا. وإذا بكل هالنظام ما في حدا بيفهم، ما بيعني أنو نحنا جدبان. فأعفونا، الله يخليكم، من تطويثكم، واتركوا هالعملية لغيركم فأنتم ببساطة أبطال التخلف والتطفيش (التخفيش) يا خفافيش.

٢٠٠٩-٠٨-١٢

دعوات

ذكرت وكالة الأنباء الكويتية كونا أن "وزير الخارجية السوري وليد المعلم دعا المجتمع الدولي إلى الضغط على اسرائيل للاستجابة لمتطلبات السلام". وبدورنا فإننا ندعو المجتمع الدولي إلى الضغط على المعلم ومعلمينو للاستجابة لمتطلبات الشعب السوري بإطلاق سراح كافة معتقلي الرأي، وإعادة الحقوق لأصحابها، وإيقاف عمليات النهب الممنهج التي انعكست آثارها بوضوح على وجه المعلم الكربوج وبدنه الطبلوج من جهة، وعلى أجسادنا النحيلة ووجوهنا الشاحبة من جهة أخرى.

٢٠٠٩-٠٨-١١

الحزب دائما" لديه الجواب (من أرشيف الدومري السوري)

اتصل عبدالله الأحمر يوما" بالرئيس جورج بوش وقال له :
"إن الرفاق قي القيادة اتخذوا قرارا" بإعلان الحرب على أميـركا.."
حسنا" قال جورج بوش، ولكن ماهو حجم جيشكم ؟
عبدالله الأحمر:" نصف مليون جندي "
جورج بوش : "ولكن جيشي يبلغ مليون جندي مجهزون بالكامل"
عبدالله الأحمر: "مممم... سأتصل بك لاحقا"
في اليوم التالي اتصل عبدالله الأحمر بالرئيس بوش وقال له:
"إن الرفاق قي القيادة مصممين إعلان الحرب على أميـركا، فلقد استدعينا الإحتياط وصار عندنا مليون جندي"
جورج بوش : "ولكن جيشي أصبح مليونين جندي بعد أن فتحنا باب التطوع."
عبدالله الأحمر: "مممم... سأتصل بك لاحقا"
في اليوم التالي اتصل عبدالله الأحمر بالرئيس بوش وقال له:
"إن الرفاق قي القيادة ألغوا إعلان الحرب على أميـركا، فلقد تبين أنه لدينا مشكلة في إطعام مليونين أسير...!!"

٢٠٠٩-٠٨-١٠

افتتاحية الجمرة: الدمقتاتورية في سوريا...مقابلة مع مسؤول أمني

نتيجة التأكيد المستمر من الجهات العليا على أن سوريا من الدول المتقدمة في مجال الديمقراطية وحقوق الإنسان، اتجه مراسل الجمرة إلى فرع أمن الدولة وأجرى الحوار التالي مع أحد ضباط الفرع وإليكم التفاصيل:
م. الجمرة: أول شي بحب أتشكرك على استضاقتنا بمكتبكم سيادة الضابط.
الضابط: أهلا وسهلا بكم في بيتكم الأول عفوا الثاني.
م. الجمرة (مصوفر): احم... رح ادخل فورا بالموضوع. متل ما بتعرفوا، الناس بسوريا عم تشتكي من الوضع الاقتصادي والمعاشي والثقافي والرياضي والعلمي والعملي والخ، ومصرين أنو كل هادا سببو الفساد الضارب بكل أجهزة الدولة وموظفينها، بقى شو بتحب ترد؟
الضابط: هذه الأمور التي ذكرتها لتوك يا سيدي الكريم، كلها شكليات بسيطة، ولا ترق حتى أن تنال اهتمامنا، فنحن بالدرجة الأولى معنيون بمسائل أخطر مثل النيل من هيبة الدولة وإضعاف الشعور القومي ومحاولة تغيير الدستور بطرق غير شرعية وغيرها من القضايا الشائكة.
م. الجمرة: بس يا سيدي
الضابط (مقطاعا): بلا بس بلا خس، غير الموضوع وتكتف ورجاع لورا ولا.
م. الجمرة: طيب، معناتا رح انتقل فورا لموضوع انتخابات مجالس المدن والمجلس النيابي. معروف أنو بسوريا في حزب واحد مسيطر على كافة أشكال المجالس، وأنو هالحزب بيتدخل بشكل مباشر بعملية الانتخاب وبيحولها لشكل أقرب لتعيين بناء على مصالح معينة البعض بقول طائفية والبعض الآخر عشائرية وغيرهم اقتصادية، والنتيجة هيي مجالس غير موثوقة من قبل الشعب، وحتى أنو الناس بطلت تروح على الانتخابات من زمان على اعتبار انو الصوت على الصندوق رح يروح حتى لو صاحبو سلم الروح.
الضابط (مبتسما): في الحقيقة، أنا مسرور أنك استخدمت مصطلح انتخابات، فهذا إن دل على شيء إنما يدل على تجذر مفهوم العملية الديمقراطية في واقع الشعب العربي السوري الأبي، واسمح لي أن أؤكد أن انتخاباتنا وبإجماع كافة الصحف الرسيمة (تشرين، البعث، الثورة اليوم) هي انتخابات نظيفة وأنظف من انتخابات كثير من الدول الأمبريالية والاستعمارية مثل أمريكا وفرنسا وغيرها، وأن الناس بشكل عفوي يتجهون إلى صناديق الاقتراع حتى يختاروا ممثليهم من قوائم الحزب والمختارة بعناية من القيادة السياسية، وتصور أنه بالتدقيق تبين وجود أسماء لأطفال لم يتموا سنهم الثامنة بين المصوتين، وهذا يدل على نضج مفهوم الديمقراطية لدى شعبنا الصامد قبل غيره من الشعوب.
م. الجمرة: ما زال زكرت الصحف، معروف أنو بسوريا كان في أكتر من 100 جريدة مستقلة من شي خمسين سنة، وهلا ما في غير أربع أو خمس جرايد ملك للحكومة، وبنفس الوقت حابب ادمج هالموضوع مع موضوع الأمان، يعني هالـ 100 جريدة كانوا بالشهر ينشروا أخبار أربع جرايم ما أكتر، أما هلا أربع جرايد بتنشر خبر 100 جريمة باليوم، هالشي ما بدل أنو الأمان صار بخبر كان؟
الضابط: أنت الذي تكلمت، يعني 100 جريدة بتنشر أربع جرايم معناتا ما كان في ديمقراطية وكان ممنوع الحكي عن الجريمة، بينما هلا 4 جرايد كافين يغطوا كل الجرائم بكل شفايفة ومصداقية. أما بالنسبة للأمان، فلتعلم أن هناك عدد كبير جدا من عناصر الأمن الساهرين على حماية النظام والدولة، ونحن لا زلنا متقدمين على كثير من الدول في مجال الأمان مثل موزامبيق، زيمبابوي، تانزانيا، الصومال، فلسطين، العراق، وغيرها.
م. الجمرة: طيب، شو مشان المظاهرات السلمية، ليش ممنوعة بسوريا؟
الضابط (يهز رأسه كمن يتوعد): هذا الكلام عار عن الصحة، ومدسوس وكل من نطق به عميل وجاسوس، فإذا رجعت إلى أرشيف التلفزيون العربي السوري سترى أن تاريخنا حافل بالمظاهرات السليمة المؤيدة لبعثنا العظيم ومبادئه الثابتة، وبمظاهرات التنديد والشجب بحق العدوان الصهيوني الغاشم، وبمظاهرات التنديد بالرسوم المسيئة. كل هذه المظاهرات لم تمنعها الدولة لا بل على العكس، قامت بتنظيمها وتسييرها وتوفير الدعم لها، وحتى تخصيص حزء كبير من رجال الأمن لمواكبتها والتأكد من أن كل شيء يسير على ما يرام.
م. الجمرة (وقد احمر وجهه غضبا): إذا كل شي بخير متل ما عم تقول، لكن شو قصة عملية الإصلاح، يعني بالضبط شو عم تصلحو؟
الضابط: الشعب، نحنا قررنا نصلح هالشعب الفاسد.
م. الجمرة: والكهربا ليش بتنقطع بالشوب والبرد؟
الضابط: إذا عدت مئتي عام إلى الخلف تجد أن سوريا كانت بلا كهرباء، والآن لدينا كهرباء تقطع 5 أو 6 ساعات يوميا فأين المشكلة؟
م. الجمرة: والمي؟
الضابط: الماء نعمة من السماء، وانقطاعها إنما عقاب من الخالق عز وجل. وبهالمناسبة شو رأيك نصلي صلاة استسقاء أنا وأنت تحت هالصورة؟
م. الجمرة (محرجا): بلكي بعد المقابلة.
م. الجمرة (متابعا): والجولان؟
الضابط: لا يا معلم، بلشت تكبر بالحكي، شو جولان ما جولان، بدك تعلقنا مع العدو، شو مجنون إنت؟ اسمع لقلك، إنت زلمة آخد وش كتير، وبنصحك تروح عا بيتك قبل ما ضبك إنت وكل يلي بيعرفوك، بدك تهدد أمن الدولة يا مبهدل، روح انقلع من وشي قبل ما غير رأيي وضبك.
م. الجمرة (منصرفا): أمرك سيدي، استروا ما شفتوا منا.
مقتطفات:
* رفض الضابط الكشف عن اسمه "حتى ما يتبهدل" (على حد تعبيره).
* انقطعت الكهرباء ثلاث مرات أثناء المقابلة، مما جعل الحوار أكثر سخونة.
* الضابط تكلم بالفصحى في أغلب أوقات اللقاء، ولكنه ختمها بالعامية عند السؤال عن الجولان.