٢٠١١-٠٦-٠٦

شَبَحَ تشبيحَاً فهو شبّيح

كلمة الجمرة:
إن اعجبنا هذا الكلام أم لم يعجنا. يجب الاعتراف أن العنف يولّد العنف. ورغم أن صوت العقل يقول: كُن سلمّياً، لكن الانسان مخلوق العواطف و الغرائز. و لأننا في هذه المدونة -على الأقل-  ديمقراطيين، فعلينا دوماً التنويه للخطأ من الجميع حتى من أنفسنا.

الكاتب: ابن الساحل المعارض 2011-06-06

قبل الدخول بأي تفصيل وجب التنويه الى أصل كلمة شبيح و تاريخها و ذلك لأنني أرى أن العديد من السوريين، قبل غيرهم، لايعرفون الكثير عن هذا التاريخ..

في المدن السوريّة الساحلية توجد منذ عقدين من الزمن عصابات و هي مؤلفة من رجال مسلحين يعملون كمرافقين لآل الأسد و غيرهم الذين عملوا بتهريب الدخان الأجنبي و الأدوات الكهربائية لفترة من الزمن.
في تسعينات القرن الماضي استخدمت هذه العصابات سيارات المرسيدس أس 600 الملقبة بالشبح و من هنا جاءت التسمية.
 أشهر شبيح على الانترنت
قام بعض هؤلاء باستثمار أموال التهريب بمشاريع صغيرة بهدف تبييض العملة كباصات النقل الداخلي الصغيرة (سرافيس) و محلات بيع جملة و فرّق لتصريف البضائع المهرّبة. البعض من الذين يعيشون في الساحل مازالوا يذكرون السرافيس البيضاء التي تسير بسرعة خيالية و تملؤها صور حافظ الأسد و باسل الأسد و لاحقاً بشار الأسد. انتقل شبيحة منذر الأسد و فوّاز الأسد من العمل بشكل مباشر الى تأجير خطوط التهريب ووسائلها فكانوا يؤجرون سيارات التهريب الجي أم سي الضخمة ذات الفيميه السميك و لوحات التسجيل المزورة. و من هؤلاء مَن ابتعد قليلاً عن التهريب و عَمِل في استعادة الديون المستعصية مقابل نسبة مئوية. الكثير من أهل المدن الساحلية يتذكّر المواجهة التي حصلت منذ عدة سنوات بين الشبيحة و النظام و قد أُطلق على تلك المواجهة اسم "الحملة".أسباب الحملة عديدة و لكن أهمها عملية السطو المسلح من قبل إحدى عصابات الشبيحة بقيادة نمير الأسد على مكتب حوالات و أيضا عملية سطو مسلح على سيارة رواتب بقيادة أحد أقرباء الأسد. تفاصيل "الحملة" ظلّت في معظمها سريّة و لكن شهود العيان شاهدوا سيارات فرع الأمن العسكري-مجهّزة برشاشات البي كاي سيه- في اللاذقية عائدة من ساحات المواجهات محملة بمئات صناديق التبوغ المهربة و غيرها من البضائع المستولى عليها. معظم المواجهات كانت مسلّحة بشكل رهيب فقد كان الشبيحة مسلحين بأسلحة لم يمتلكها أي فرع أمن سوري. من هذه الأسلحة -وفقاً لشهود عيان- رشاش العوزي الإسرائيلي و رشاش الأم 16 الأمريكي و البعض تحدث عن اطلاق قذائف أر بي جي على مروحيات الجيش السوري. الجدير بالذكر أن "الحملة" ضد الشبيحة كانت  بايعاذ من بشار الأسد و بقيادة ماهر الأسد و لم تنتهي إلّا بتدخل الفرقة الرابعة التي أحكمت قبضتها على الشبيحة و العصابات المسلّحة و أغلقت المرافئ الغير شرعية التي كان يستخدمها منذر و فواز الأسد و "شيخ الجبل" في عمليات التهريب و لاحقت حتى آخر شبيح و اودعتهم السجون. بعد هذه العملية في عام 2000 خفّ ظهور الشبيحة و العصابات المسلّحة و انطلق كبار آل الأسد نحو عمليات تبييض الأموال و تقلّص عدد مرافقيهم بشكل كبير.
هكذا و بعد أن اختفت هذه العصابات بقيت عمليات التهريب و أشكال المرافقة المسلحة موجودة و لكن بنسب متفاوتة و أعداد قليلة جدّاً و لكن التسمية ظلّت مرتبطة بهذا النمط من البلطجة و المرافقين المسلحين.
أما عن الشبيحة اليوم فهو تسمية لا تمت لأصل الشبيحة بصلة سوى أنها تدل على عصابات تحمل السلاح و تعمل فوق القانون. بغض النظر عن أصل أو مصدر الشبيحة المعاصرة فهم أشخاص مسلحين و لهم أهداف تختلف عن الشبيحة التاريخيين.

اليوم سيدي القارئ سيدتي القارئة الشبيحة نوعان: 
- الأوّل: شبيحة نظام: يستهدفون المتظاهرين و الجيش و بعض عناصر الأمن (غالباً الشرطة). هدفهم الترهيب و القتل و اشعال الفتنة و دفع الناس لحمل السلاح ليشرّع استهدافهم.
- الثّاني: شبيحة معارضة: أشخاص حملوا السلاح أو الأسلحة البيضاء مؤخّراً بهدف الانتقام وبحجّة الدفاع عن النفس. قام هؤلاء بعدّة عمليات تخريبيّة منها حرق مقار حكومية و الاعتداء على الأملاك العامّة و قتل البعض منهم عنصر الأمن الذي تم شنقه على أحد عواميد الكهرباء في حماة بذريعة اطلاقه النار على المتظاهرين.

نحن و انطلاقاً من أهدافنا السلميّة في التغيير و التظاهر و الثورة الشعبيّة فإننا ندين كل مَن تورَّط بأعمال تخريبيّة بأي شكل من الأشكال أو حمل السلاح و ساهم بقتل أي مواطن سوري مذنباً كان أم بريء. عندنا قانون -و إن كان غير مفعّل اليوم- يجب أن نحترمه لأنه الضامن الوحيد لحمايتنا و هو الذي سيحكم بيننا بالعدل على الأقل يوما ما. 
نهاية الحديث أقول: النظام القمعي في سوريا سيسقط لا محالة. سنسقطه بثورتنا السلميّة و أخلاقنا لا بحمل السلاح و لا بالحرب و لا بالاستعانة بالخارج هذا لأن الانسان السوري الذي سيقود التغيير يريد بديلاً أخلاقياً لنظام لا أخلاقي و لن يرضى بغير ذلك. 

تعديل متماشي مع الواقع 14/02/2012
الشبيحة اليوم عدة أنواع:
1- شبيحة نظام: تستهدف المدنيين المعارضين و الحارات الثائرة والناشطين على الانترنت وأهلهم (في حال تعذّر الوصول للشخص). تنشط في مسيرات "عشوائية" وتدعو للقتل وسفك دم المعارضين. تنشط بيديها ولسانها بأبشع ألفاظ السب والقذف والشتم والكفر غير المنظّم.
2- شبيحة نظام مسلحة: هي مشابهة لما سبق ولكنها تتميز عنها بالوسائل, فالسلاح الأبيض والناري لا يفارقها, مستعدة للهجوم على أي تجمّع معارض وتساند (طوعاً أو بشكل منظّم) حملات المداهمات التي يقوم بها الأمن.
3- شبيحة معارضة: تخوّن كل انسان لا يتفق معها في وجهة نظرها بشكل كامل وحتى لو كان معارضا أيضا. مستعدّة للـ"ردح" في السباب والقذف و التشهير في أي فرصة. تعتمد مبدأ: "اكذب فالغاية تبرر الوسيلة".
4- شبيحة معارضة عقائدية: تكفيرية, تعتبر كل من هو ليس من ملّتها فهو كافر زنديق موالي لنظام سوريا الـ"الصفوي" التابع لنظام ايران الـ"المجوسي". نجدهم بالغالب مسلحين منضويين في مجموعات تُنسّب نفسها للـ"جيش الحر" في كتائب تحت أسماء جهادية لشخصيات في التاريخ الاسلامي.. من أهل السنّة والجماعة حصراً!

هناك ٣ تعليقات:

  1. أزال أحد مشرفي المدونة هذا التعليق.

    ردحذف
  2. "شبيحة معارضة: أشخاص حملوا السلاح أو الأسلحة البيضاء مؤخّراً بهدف الانتقام أو الدفاع عن النفس. "

    تلحس طيزي

    ردحذف
  3. ههههههههههههههههههههههههههههههه شكل الخنزير اقسم بالله

    تفو عليكم بس ياخونة :)

    ردحذف