٢٠١١-٠٤-٠٨

ارتفاع في سعر تصريف سهم المواطَنَة السورية


المواطن، يا أخي السوري، غالي على دولته أينما كان. تستقيل حكومات و يطاح برؤسائها اذا تأذى أحد المواطنين يا أخي السوري. قام مجلس العموم في بريطانيا بجلسة خاصة لمساءلة الحكومة حول امكانية وجود تقصير في إجلاء الرعايا البريطانيين من ليبيا. امريكا و عبر قنصلياتها و سفارتها تتحدث مع المواطنين ليطمئنوا عليهم و بيان للخارجية الامريكية ينصح بعدم السفر. غوردن براون و حزب العمال خسروا الانتخابات لأسباب عديدة و لكن أحد الأسباب المهمة هو أنه لقب احدى السيدات بالمتعصبة بعد مقابلة تلفيزيونية. حادث سيارة قد يودي بوزير النقل. الشرطة يتم استجوابها مرات عديدة حول امكانية اساءة استخدام السلطة.
اذا ارتفعت الأسعار او زادت نسبة البطالة ترى الحكومة تركض لتؤمن فرص العمل و تتحرك لدعم السلع فهي بالنهاية موجودة لخدمة الانسان المواطن. في بريطانيا الدولة تساعد الناس عل ترك عادة التدخين لتخفيف مصاريف علاجه و ليمد الله بعمره. غالي الأجنبي يا أخي و سهمه قوي. 

قد تستغرب و لكن الحقيقة ان الانسان المواطن هو هم الحكومات و الأنظمة. بصراحة أنا كتير استغربت و السبب هو أني سوري. فسهم المواطنة ببلدي رخيص و الانسان عند الحاكم لا قيمة له. ببلدي الجميل كل اسبوع بيموت عل الاقل شخصين ع الاوتسترادات. طلابنا الموفدين على الدول الشقيقة يتم تعنيفهم وازعاجهم من بعض سلطات هذه البلدان وسلطاتنا بتكمل على الحدود. و الموفدون على الدول الصديقة فمرتباتهم تتأخر عليهم ليستجدوا أبناء الجاليات الأخرى ليتسلفوا منهم.
في سوريا، انشالله تكون دكتور جامعة أو شو ما كنت، هنالك عنصر أمن او حتى شرطي مرور يمكنه أن يذلك و القانون يحميه. في ليبيا جبنا الرعايا ع مراحل وبعضهم على سفن نقل ماشية و بسعر الطيران السياحي بعدما وصل حال مواطنا لوضع ماساوي من الجوع و التعب و الخوف و بعد اتصالات مكثفة يستجدي فيها المواطن ليتم انقاذه. يا أخي المواطن، نحن في سوريا نعيش لخدمة الحكومة و النظام بدلاً من العكس. لأننا إن لم نفعل سنكون مهمشين و عرضة للمحاسبة الأمنية و ليس القانونية. نحن المواطنين علينا أن ندفع فاتورة كهرباء معدلة لتغطية استهلاك البعض من أقرباء المسؤولين الذين، و بالاتفاق مع الجهة المسؤولة، لا يدفعون مستحقاتهم. التاجر الذي يستورد بضائعه  عليه دفع راتب شهري لكل موظف بالجمارك لكي لا يتم التباطؤ بمعاملته القانونية. اذا كنت تريد ان تفتح مشروعاً في البلد فيجب عليك ان تشارك احد الشخصيات في الدولة في ربحك ليقوم في المقابل بحمايتك فأنت بالنهاية تعيش في غابة.
 قطاع الخدمات خاسر في كل بلاد العالم لانه وجد لخدمة المواطن الّا في بلدي سوريا فهو قطاع رابح. الوظيفة في الدولة حقها مصاري فقد تدفع ٣٠٠٠٠٠ ليرة رشاوي لتحصل عل وظيفة بمرتب ٥٠٠٠ ليرة شهريا. يموت المواطن في بلدي بخطأ من الطبيب او الممرض و الحادث لايرقى لحد أن تتحرك الحكومة فالمريض هو مواطن سوري.
تدهسك سيارة مسرعة يقودها مسؤول. يدفع لك بعض الليرات و يهددك قليلا لتسكت عن حقك و اذا عنده شوية وجدان قد يدخلك مشفى حكومي بإستخدام معارفه واذا كنت وقحا وأشتكيت للمرور فيتم حبس شخص لا تعرفه و لم تره بحياتك بدلا عن سيادته. فكما تعرف كثيرون من تغمرهم السعادة ليخدموا مسؤولنا الغالي والمواطن رخيص.

قيمتنا كمواطنين سوريين كانت، حتى وقت قريب، شبه معدومة. أنا شخصياً أعتقد أن الأسباب متعددة وأحدها كان سكوت الشارع وعلى مبدأ: يلي بيوطي ظهرو، الكل بيركب عليه. ولكن السبب الأهم هو أن الحكومة و النظام غير منتخبين و بالتالي لا خوف عليهم من صناديق الإقتراع. 
الآن و بعد الحراك الشعبي، تبين للنظام أن الناس قد شدّت ظهورها و نسيت الصناديق و صار الشارع هو صندوق الإقتراع. فها نحن نرى القرارات و المراسيم و فرص العمل. فهل ستستكين يا سوري؟ هل ستعود للبيت و تستمتع بالزودة أم ستطلب المزيد؟
تذكر فقط أن الانسان في السلطة لا يعمل إلا تحت الضغط و المواطن السوري بعد 15 آذار ارتفع قدره وحقق سهم المواطنة السورية مكاسب هامة على مستوى الكرامة. لكن الأهم هو المحافظة على هذه المكتسبات. و الكرامة، في نهاية الكلام يا سوري، أهم من الخبز. 




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق