٢٠١١-٠٤-٠٦

عن العهر في سوريا

معنى عهر في قاموس المعجم الوسيط: عهر عهورا فجر والمرأة وإليها عهورا وعهارة زنى بها فهو عاهر (ج) عهار وهي عاهر وعاهرة (ج) عاهرات وعواهر


يعني كل ما ورد عن العهر أصبح يمكن مشاهدته مباشرةً أو تسجيلاً على قنواتنا السورية خلال الأخبار المحلية و الخطابات الرئاسية و مداخلات مجالسنا الشعبية و الوزارية.


نظراً لفحاشة المحتوى سأقتصر في الحديث عن خطاب الرئيس يوم 30 اذار 2011 م.


خطب بنا السيد الرئيس بشار الأسد تعقيباً على أحداث درعا واللاذقية و كنت قد أملت نفسي بخطاب تاريخي. لم أكن مخطئاً بشكل كامل فهذا الخطاب دخل التاريخ ولكن من أضيق أبوابه كونه الخطاب الأول الذي جرت فيه ممارسة الدعارة الكلامية و العهر السياسي مباشرةَ عبر الأثير.
دخل د. بشار المجلس و الكل يصفق و يبتسم و كاد أحد النواب أن يمزق جاكيت سيادته من غبط فرحته بوصول قائد الوطن. و أكاد أقسم أنه لو شلح سيادته الحذاء على باب المجلس لسرقه أحد الأعضاء أو العضوات و ركض يستنمي برائحته في دورات المياه.
يمشي و السعادة تغمره، وكان لم يمشي هكذا حتى في يوم قرر مجلس مشابه تعديل الدستور لزرقة عينيه. 


وقف أمامهم و نظر اليهم. نظرات خوفٍ من حبهم. فهذا الحب الجارف قد يدفع صاحبه لحد الاغتصاب. و عندما تأكد من هدوئ طيف المشاعر، استرسل يتحدث عن إنجازاته و حكومته و نظرتهم الثاقبة للأحداث و محاكمته الجريئة. كلام كان يمكن توقع نتايجه. فكان كمَن رمى النفط على النار. اشتعلت مشاعر الفاحشة بين الاعضاء وكلٌّ راح يرميه ببيت شعر يبطن مشاعر الرغبة بمضاجعة سيادته على العلن. فتلك التي تقول له احبك يا سيدي و بداخلها تصرخ بها الرغبة و ذاك الذي يصرخ له بحبِّه ووفائه لقائد الوطن و بداخله تشتعل رغبة الشذوذ. و من ثمَّ جاءت اللحظة التي غيرت حياة الكثيرين، نهض نائب و قال لسيادته: "الوطن العربي قليل عليك....انت ﻻزم تقود العالم". في هذه اللحظة، فقد أطفال وشباب و شابات سوريا الذين يشاهدون الخطاب براءتهم. كثير منهم لا يذكر خطابات القائد الخالد و كثير نسي. عجبت في تلك اللحظة من معدي برامج التلفزيون السوري لعدم ذكرهم مسبقا أن الخطاب و لواحقه غير مخصص لمن هو دون سنٍّ معينة. 


استمرت الأهازيج و الاحتفالات الماجنة طيلة مدة الخطاب و رافق مشاهد الدعارة تصفيق حاد و ابتهاج غريب. وكأنَّ الناس قد نسيت ضحايا الأحداث في سوريا الذين لم تدفن جثامين معظمهم. و للأمانة فقد حاول سيادته تذكير شعراء المجون بالقتلى و لكن هذا لم يوقف رغباتهم الصارخة و البدائية في ممارسة العهر على العلن.


بالنهاية استودع سيادته شعراء عكاظ و انتهى خطابه دون إقرار أيًّ من مطالب الشعب و أكاد أجزم انه خاف على نفسه من طيف الحب الجارف لاعضاء مجلسه. خرج و الهتاف يسبقه و دام حتي بعد رحيله و أنا جلست أبكي براءتي و معي الملايين ممن تم اغتصاب أحلامهم على الهوا مباشرة.


اقول في نهاية حديثي الغير لائق من وحي الواقعة:
ليس الذي يزني خلف الأبوابِ بعاهرةٍ بل مَن يمارسُ الفحشاء في العَلنِ.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق