٢٠١١-٠٤-٠٥

بسببها، يا سيدي، وَجب الرحيل. و المستفيد، يا سيدي، اسرائيل.


ها نحن و بعد سنوات طوال من الفقر و العطالة، سنوات من الفساد الإداري والأخلاقي. سنوات من الجمود العلمي وهجرة العقول. والسبب، يا سيدي، هي المدعوة اسرائيل. 

بسببها نخدم ظابطاً في الجيش لمدة سنتين، نؤمن مواد عائلتهِ الغذائية، نشتري وحدات التعبئة لهاتفه الجوّال، نحضر له ولضيوفه القهوة و الشاي والسبب، يا سيدي، اسرائيل.

بسببها نكره بعضنا، نكره مَن ينقُدنا لأنها المستفيدة. بسببها قانون الطوارئ. وتضييق الحريات في وجودها، واجب. لا وقت لنا للنزاع على أمور تافهة كحقوق الانسان و الحريات العامة. لأننا قد نبدو بشراً ضعافاً في وجهها. فنحن يا سيدي ندهن وجوهنا استعداداً للمواجهة في الزمان و المكان المناسبين.

بسببها احتللنا لبنان و وعيَّنا وزاءه وحكامه طيلة سنين طوال. بسببها عثنا في ذلك البلد الصغير فسادنا و نهب مسؤولونا خيراته. لكنَّ لا وقت لنا لمحاسبة المسؤلين أو حتى 'المهربين الأنيقين' الذين تفتح لهم الحدود على خط لبنان العسكري. فهذه مجرد 'أخطاء في لبنان' لا يجوز التصريح عن تفاصيلها. فاذا فعلنا يكون المستفيد، يا سيدي، اسرائيل.

بسببها، يا سيدي، وَجب تقنين الكهرباء. وادخار المياه خلف سدّ زيزون الذي ادخرنا، عند بنائه، الاسمنت و الحديد. 

بسببها وَجب حجب بعض المواقع على الشبكة العنكبوتية التي تروِّج للحريات العامة وتتحدث في التاريخ السوري. فالقائمون على هذه المواقع مسخَّرون لخدمة العدو. فلا تنسى، يا سيدي، أننا ندُّق طبول الحرب.

بسببها، يا سيدي، سجنّا طوال اللحى و سجنّا الشيوعيين. وحتى مَن لم يكن في مجموعة أو تنظيم. فقد سجنّاه لأنه تململ. حيث لا وقت لدينا للنقاش أوالإنقسام. كلنا جنود و تحت القَسم العسكري.

بسببها تأخر الاصلاح الذي نوقش في الخفاء خلف كواليس المؤتمر القطري للبعث عام 2005. و بسببها ندفع ثمن المحروقات بسعر الاستيراد. بسببها تمت رَمرَمة الاقتصاد و بسببها كفَّت الدولة يدها عن خريجي الجامعات. 


بسببها، يا سيدي، فَشلتُ في السرير و تكدست، بجانب الأريكة، القوارير. و دخنت كل أنواع التبغ و استقريت في النهاية على الحمراء القصير.

هاجرت بلدي، يا سيدي، و تركت خلفي عائلتي. تركت خلفي كل أصدقائي. منهم الذين ينتظرون الفيزا ومنهم مازال يطالع الأطلس بحثاً عن وطن بديل. و المستفيد، يا سيدي، اسرائيل. 

هناك تعليقان (٢):

  1. الان لاجلنا ولاجل التحرر من اسرائيل سنتحررمنك ايها الرئيس الذي لم انتخبه لاجل اسرائيل

    ردحذف
  2. أخي الكريم الحرية قادمة لا محالة ولكنها نحتاج إلى الصبر والعمل كل حسب استطاعته

    ردحذف