أين مشكلتنا يا سيادة الرئيس؟

لا بد أنك تجلس الآن في قصرك حائرا متسائلا أين مشكلة هؤلاء الناس الذين يتظاهرون ليل نهار. لذلك قررنا أن نوفر عليك عناء التفكير من خلال أجوبتنا التالية علّك ترتاح وتريح:

مشكلتنا يا سيادة الرئيس ليست مع الموظف المرتشي بدافع الحاجة وربما بدافع الطمع.

مشكلتنا يا سيادة الرئيس ليست شوارعنا التي لم يعرف زفتها الراحة من حفرياتكم عشرات السنين.

مشكلتنا يا سيادة الرئيس ليست بأسعار المنتجات الغذائية التي أصابت الأطفال بنقص التغذية.

مشكلتنا يا سيادة الرئيس ليست في تقلص المساحات الخضراء في بلادنا وتحويلها إلى صحراء قافرة.

مشكلتنا يا سيادة الرئيس ليست في غياب الأمان وانتشار الأمن في كل زنقة وفي كل دار.

مشكلتنا يا سيادة الرئيس ليست في سلك التعليم الذي أصبح يمنح شهادات الجهل لأبناء الوطن.

إن مشكلتنا مع احتكاركم للسلطة ولموارد الدولة.

مشكلتنا مع إعلامكم الكاذب وإصراركم على إخفاء كل الحقائق وتأليف القصص الكاذبة.

مشكلتنا مع وراثتكم للجمهورية بما فيها من حسنات وإيجابيات وكأنها مزرعة.

مشكلتنا مع صمتكم عن جولاننا لعشرات السنين.

مشكلتنا مع تنازلكم عن لوائنا لدولة بتّم تسمّونها صديقة وهي قابعة في أرضنا.

مشكلتنا مع تسلط عائلتك وأصدقائهم على كل مفاصل الحياة في البلاد.

مشكلتنا مع مصادرتكم للرأي الآخر واحتكاركم شعار الإصلاح دون البحث عن حلول مع أي طرف ليس من نظامكم.

مشكلتنا مع استخدامكم العنف والتنكيل في قمع كل صوت حر.

مشكلتنا مع الحطّ من شأن المواطن السوري والدوس على كرامته.

مشكلتنا يا سيادة الرئيس كما قالها الماغوط من قبلنا: هي ليست عندكم بل إنها معكم.

والآن وقد أفصحنا عما في صدرونا هلا تشرفتم بالرحيل وحللتم مشكلتنا وكل مشاكلنا؟