٢٠١١-١١-١٥

الهريبة تلتين المرجلة

اليوم وبعد أكثر  من ثمانية أشهر من الهجوم الدامي على المظاهرات السلمية في سوريا وقع النظام في شر أفعاله. فبعد فشل الحل الأمني بات إعلان سحب قواته المحتلة من الشارع أو بقائها يعني سقوطه الحتمي، ولذلك فهو لا يستطيع تنفيذ المبادرة العربية وفي نفس الوقت لا يستطيع أن يستمر بحملته الأمنية التي باتت تسبب له الكثير من الخسائر.  
إن حملته الأمنية الشرسة أدت بشكل حتمي إلى انشقاق عدد كبير من الجنود عن الجيش السوري، وهؤلاء باتوا يشكلون قوة لا يستهان بها على أرض الواقع. وكلمة الجمرة في ذلك أنه من المؤسف فعلاً أن تصل الأمور إلى هذه النقطة ولكن يبدو أنه كان أمراً محتوماً. ومع ذلك يبقى الأمل بسقوط النظام سلمياً وارداً من خلال السطور التالية. 

فبطبيعة الحال تحول اليوم تركيز النظام عن ضرب المظاهرات السلمية إلى ملاحقة الجنود والضباط المنشقين الذين باتوا يشكلون عبءاً كبيراً عليه وعلى هيبته العسكرية. وهذا الموقف بات يشكل حالة شلل بالنسبة للنظام الذي يعرف القادم في حال توقف الحملة الأمنية الشرسة أو في حال استمرارها، وبناء عليه فإن الجمرة السورية ترى أن الحل الأفضل يكمن في اتخاذ قيادات النظام القرار الوحيد الحكيم في كل تاريخ اغتصابهم للسلطة ألا وهو أن يتذكروا المثل الشعبي القائل: "الهريبة تلتين المرجلة" ويقوموا بالهروب جماعياً من سوريا دون الحاجة حتى إلى إعلان الأمر. 
نعم الهروب بصيغة الاختفاء دون الحاجة إلى مواجهة وجوه جماهيرهم المليئة بالأمل بأن حاكمهم أسد وليس أرنب، والتي بنظرتها هذه تزيد الضغط على القيادة من خلال مطالبتهم لها بقليل من الكرامة في وجه قرار الجامعة العربية والرد على المؤامرة والانتقال إلى الهجوم بدل الدفاع ولبس البدلة العسكرية بدل الطقم المدني وغيرها من حركات الاستعراض اليائسة. 
إذاً الحل ببساطة هو الهروب إلى مكان مجهول وترك المراكز القيادية فارغة إلى درجة أن الجندي سيبقى متجمداً في مكانه بالشارع بانتظار الأوامر من القيادة التي لا تبدو موجودة.
الهروب هو الحل الأسلم للنظام الحاكم من جهة ولسوريا ومستقبلها من جهة أخرى.

هناك ٥ تعليقات:

  1. شكرا زميلي على مقالك, و أنا أوافق على الحل. أما أن "لجيش الحر" أصبح "قوة لا يستهان بها", فأنا ضد هذه المقولة, هو ميليشيات متفرقة التجأت بعضها الى لبنان و البعض لتركيا و البعض للأحراش. لا قوة حقيقية لهم و المشكلة الأكبر هي أن لا قيادة سياسية حقيقية لها سيطرة عليهم (مجلس وطني). و لا يخفى عليك أن عمليات ميليشيات الأسعد يغلب عليها الطابع الانتقامي (طائفي؟).
    ما زال المجلس الوطني (رسميا) مترددا في اعلان مساندته للأعمال العسكرية و الواقع أن النظام استفاد جدا من هذه الميليشيات في ضرب مصداقية السلمية و استهداف موسّع للسلميين و المسلحين على حد سواء بحجة هذه الميليشيات.

    ردحذف
  2. لا أختلف معك فيما قلت، وأنا هنا لم أتكلم على مدى شرعية الأعمال التي يقوم بها، ولكن أتكلم عن النتيجة وهي أنه هناك قوى مسلحة على الأرض تسبب خسائر للنظام لم يحسب بهال حساباً. هذا هو بيت القصيد

    ردحذف
  3. ولتوضيح طبيعة المشكلة أكثر فإن النظام لم يعد يمتلك اليوم أي شرعية للقيام بعملية عسكرية ضخمة ضد هؤلاء. لذلك ذكرت أنه وقع في شر أعماله. رغم أنه كسب ضرب مصداقية الثورة السلمية إلا أنه بات يواجه مشكلة أخرى حقيقية.

    ردحذف
  4. عفواً و لكن متى انتظر النظام أن يكون شرعياً - عندما ورث بشار السلطة أم عند "تجديد البيعة"؟؟ طالما لا يمكن لأحد أن يوقفه و مادام يملك قاعدة شعبية فلن ينتظر على أمريكا و غيرها أن تعطيه شرعية أو تأخذها منه و العرب أضعف من أن يعيبوا على شرعيته لأنهم بلا شرعية أصلا.. العملية العسكرية ضد ميليشيات الأسعد ليس من مصلحتها أن تكون قاضية فالنظام يستخدم وجود هذه الميليشيات شماعة لاعتقال كل شخص و قتله

    ردحذف
  5. أعزائي ربما تتفقون معي بأن حجم إجرام النظام كان أكبر و أكثر حدة في النماينيات من القرن الماضي, عنه في تعاطيه مع الأزمة الأن. و هذا ليس كلام تدليلي, هذا واقع أرقام. لماذا لم يحصل عدد الإنشقاقات التي يتكلم عنها الإعلام بالوقت الحالي؟؟

    عزيزي الجمرة: النظام يريد الهرب على ما أعتقد لكن ليس بالشكل الذي صورته, فهروب النظام بالصيفة التي طرحت, سيؤدي لمجازر طائفية و مناطقية أكبر مئات المرات لما يحصل الأن, و لو كان الجيش الحر حراً, لأختار أسماء كتائب مختلف عما يختاره الأن, و لا ننسى تعاون الأسعد مع حزب التحرير الإسلامي-خبر قديم مر مرور الكرام- لذلك النظام يريد ربما الهروب لكن على طريقته و ليس على طريقة مجلس التعاون و تركيا.

    علماني: أتفق معك, الجموع التي أظهرها النظام في أخر مسيرات تأييد جعلت الكثير من الناس يعيد النظر في مدى تمكن النظام داخلياً, و بصراحة انقلب عدد من المعارضيين الصامتين إلى مؤويديين صامتين. أعتقد أن النظام يريد حلاً سياسياً أكثر من أي وقت مضى, لكن المشكلة بحله أنه يريد أن يستبعد الكثير من الأفكار المعارضة بمختلف تمثيلاتها. و هنا المشكلة الكبرى

    أبو عبسة

    ردحذف