٢٠١١-١١-١٥

العبد الذليل لا يمكنه ان يمثل امة حرة

المقالات المنشورة لا تعبّر بالضرورة عن رأي المدوّنة أو خطّها المعلن

الكاتب: أبو عبسة
"إن العبد الذليل لا يمكنه ان يمثل امة حرة لأنه يذلها" - أنطون سعاده

قرار الجامعة: بعد ثمانية شهور من الفشل الذريع للمجلس الوطني في محاكاة الشعب السوري فكرياً, و فشل هيئة التنسيق في جذب المحايديين و المترددين, و فشل النظام في إقناع العالم بأن الوضع في سوريا بخير. جاء قرار
تجميد عضوية الجمهورية العربية السورية للنظام الحاكم كالمسيح المنتظر لتجيش الشعب داخلياً, و هنا علينا الأعتراف بأن كل هذه الحشود المؤويدة للنظام بعد القرار لا يمكن بأن تكون محكومة بلغة العصا فقط. ربما معظم هؤلاء المؤويديين لا يحملون مشروعاً سياسياً, و هذا طبيعي. لكن الشعور الشعبي العام حتى من بعض المعارضيين "الناعميين" إحساس بالإهانة, لأن تجميد عضوية الدولة في الجامعة العروبية إهانة لشعب الدولة بأكمله, أو هذا ما أستطعت بأن أجمعه من أراء بعض الساخطين على القرار, مؤويدين كانو أم معارضين.


أليات غائبة: بعد ثمانية أشهر, تحول الحراك السلمي لحراك مسلح, تحكمه أيدولوجية واحدة. لا يمكن لاي مطلع على الشأن العربي, إلا أن يلحظ من خلال تسمية الكتائب و تسمية العمليات, و كل التسميات المستخدمة أن لا يلاحظ الأدلجة النوعية للجيش الحر. مع تحول الحراك السلمي لعمل مسلح, و عدم طرح أي أليات من المجلس الوطني للمرحلة الحالية, ثم المرحلة الإنتقالية و بعدها مرحلة ما بعد البعث.
"سوريا بدها حرية" حتى الأن هي الألية الوحيدة المطروحة لدى "معظم أطياف المعارضة السورية" متناسين بأن حتى أليتهم البسيطة في كلماتها الثلاث تحتاج كل كلمة منها لتعاريف و أطاريح و عرض على الشعب السوري. فكيف بهم أن يتوقعوا بأن يخرج ورائهم الشعب السوري بأكمله إلى المجهول, حشود المظاهرات المؤيدة لا تحب السير للمجهول في سوريا أو أي بلد غير سوريا. فلماذا يطلبون من الملايين السير للمجهول من دون ألية واضحة. المرة الوحيدة التي نسمع فيها المعارضة تتكلم عن أليات, تكون عن أليات الجيش و الأمن.


ثقافة منحطة: بعد ثمانية شهور, من الأشياء التي تعلمتها بالإضافة لأسماء بعض المناطق و القرى في سوريا, تعلمت كل أنواع السب و القدح و اللعن على جميع أنواعه و مصطلحاته و حتى تعمقت في النقاشات ببعض المسبات و الأوصاف مع بعض الأصدقاء لمغزى كل وصف و توصيفه المناطقي أو الطائفي أو الطبقي مثلاً, من جانب المعارضة أو من جانب النظام. و أصبحت درجات الولاء و المعارضة و الرأي مصطلحات و ألوان, أضحينا حزم ألوان غير متقاربة و أصبحت ثقافتنا من البلوعة للزنار للحمار.


ظاهرة التزلم: التزلم هو عندما يقوم شخص بعبادة مواقف و تصريحات و أحيانا ملابس و طعام و مشروب و كل شيء لشخص أخر. ظاهرة التزلم بين الشباب السوري الثائر بدت واضحة و بشكل فاضح خصوصا في التشبيح (كلمة كمثال على ثقافة منحطة) بين فصائل المعارضة, لأننا أصبحنا فصائل بعضها مسلح و بعضها غير مسلح. لكن ظاهرة التزلم تكون في أبهى صورها في حالات إعلان الإمارة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق