٢٠١٢-٠٢-٠٢

منقول: سوريا ستسقط !!... كيف ولماذا !!؟ ومن السبب !!؟


ملاحظة من الجمرة: قد لا نتفق مع الاتجاه السياسي للكاتب و المقال أصلا منقول من موقع سوري تحت وصاية و رقابة النظام ولكن المحتوى يستحق القراءة

منقول - نورس خليل : عكس السير

يا أعزائي ... سوريا كانت آيلة للسقوط لو استمر الوضع على ماكان عليه من قبل، ومن وضعها في هذا الموقف الحرج هو رغبة التسلّط والاستفراد بالحكم، والتي حوّلت حزب الاقتصاد الإشتراكي إلى حزب الاقتصاد الليبرالي !! حوّلت الحزب الأكثر شعبية بين جماهير العمال والفلاحين إلى الحزب الأكثر شعبية بين أصحاب رؤوس الأموال ورجال الدين !! حوّلت حزب (الدولة أدرى بتدبر حاجيات وشؤون المواطن) إلى حزب شعاره الجديد - وبدون مقدمات - (مواطن دبّر راسك) !! حوّلت الحزب العلماني التوجه إلى حزب علماني و صوفي !! حتى لبس هذا الحزب ثوب الفساد، ومن ثم لبس هو الدولة، وبالتالي.. حوّل الفساد إلى دولة !!.


شعاره في الأزمات ... مؤامرة .. مؤامرة، نعم توجد مؤامرة ولكن ... بالله عليك .. ألم نشاهدك تجري مسرعاً لتسقط في حفرتها، ثم لتبدأ الصراخ من داخلها (ألم أقل لكم أنّها مؤامرة) !! أما كان من الأفضل لو أنّك استقرأت (بما أنّك الحزب القائد للدولة والمجتمع) الحالة المزرية التي بلغها أغلب المواطنين الذين قامو بثورتك (المباركة) وهلّلوا وصفّقوا ودبكوا لها في كل سنة !! بالله عليك .. ألم تلاحظ تغلغل الأفكار الرجعية (كما يحلو لك تسميتها) في المجتمعات الفقيرة المغلقة، وخصوصاً تلك التي أحبطتها قلّة اكتراثك بها !! بالله عليك .. ألم تلاحظ (ومنذ سنين) أنّ الوقت حان لجبر خواطر الثمانينات، وأنّ حربك مع خفافيش الظلام يجب أن تكون فكرية وثقافية وتربوية وليست عقابية وانتقامية !! وأنّ عليك تقبّل شيءٍ من هذا المسمى (يميناً متطرفاً) ضمن أطرٍ وطنية يحددها الدستور، وأنّ المحارب لا يستطيع القتال جيداً بيدٍ واحده، وأنّه يحتاج لكلتا يديه (اليسرى واليمنى معاً) وإلّا سترتفع هذه اليد الأخرى يوماً ما لتصفعك صفعةً جديدة !!


وماذا عن أسلوب /لا تفكروا فأنا فقط من يسمح له بالتفكير/، وإذا أصرّيتم .. ففكروا فقط بما سيحدث لو انتصر الرأسماليون الإمبرياليون المتعولمون والمتصهينون، فكروا فقط بهذا الرعب القادم ... فكّروا بنعمة الأمن والأمان ... فكّروا بخبز الغد ولتر المازوت ... فكّروا بسيارة الأحلام وبيت الأحلام وووو... ولا تفكروا بأيقونات الحزب التي تزداد بريقاً وتألقاً وشباباً وديناميكيتاً كلما عتّقت !!!.


عندما كبرت ... تفاجأت بأنّ ربّ العمل في فرنسا لا يستغل عمّاله كما قيل لنا !! وأنّ النّاس لا تموت من الجوع في انكلترا من جشع التجار !! وأنّ كرامة الأميركي تتحرك من أجلها حاملات الطائرات !! وأنّ حريّة الإيطالي تفوق خيالي الشرقي الاشتراكي !! وأنّ الأوروبيون صنعوا وحدةً كانت مستحيلةً اذا ما قورنت بما يجمع العرب (وكما قيل لنا أنّ ما يجمعهم الكثير) !! كما تفاجأت بأنّ الأرض المحتلة بقيت محتلة !! وبأنّ هناك رابط عرقي عربي يجمعني مع شعوب أريتيريا وجزر القمر والصومال ووو .. وهو أكثر أهمية من الرابط الذي يجمعني مع جار الكردي في القرية المجاورة !!. باختصارٍ شديد ... لقد كذبتم علينا، رأينا غيرنا يطبق الكثير من شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية التي جفّ فمنا ونحن نرددها كل صباح في المدارس ... ولا تقولوا أنّ الظروف كانت غير مؤاتية، لكي لا أقول لكم (اذاً دعوا غيركم يعبّر عن نظرته وفكره وطريقته للوصول إلى أي شيء ... لأنكم حققتم من أهدافكم 10% فقط طيلة خمسة عقود !! وذلك بأحسن تقدير ... فلا وحدة تمت ولا حرية عشناها ولا اشتراكية طبقّت).

أخيراً ... علينا الجرأة وإعلان الحداد على تلك الحقبة البعثية ... نعم علينا الوقوف دقيقة صمت على روح شعارات الوحدة والحرية والاشتراكية ... وخصوصاً إذا لم نجد إلى الآن من يعترف بالأخطاء ويسعى لضخ بعض المنطق والحداثة ودماء الشباب بين جنبات هذا الحزب. فإنكار الخطأ هو خطأ ثاني، أمّا الإعتراف به، فهو تصحيح لخطأ الماضي .. وبداية جديدة في الحاضر .. ونظرة ومدروسة للمستقبل. فمن غير المنطق أن نستبدل ثورة بثورة، ومن ثم نعود إلى إقصاء أحد مكونات الوطن، الذي سيسعى لاحقاً إلى الإنتقام وإلى إسقاط الثورة الجديدة .. وهكذا دواليك، بدون أمل للخروج من هذه الدوامة المقيتة.

هناك تعليقان (٢):