٢٠١٢-٠٤-١٠

ريمــا دالـي .... تمثـلني


ريما فتاة حملت قطعة قماش حمراء كتب عليها: "أوقفوا القتل ...نريد أن نبني وطنا لكل السوريين ..".
اعتقلت ككل انسان سوري تكلم بحرية تخدش حدود حريات النظام التي هي أسفل من ارتفاع الشفرة عن الأرض.
ريما فتاة أحبها العديد. نقل كلامها الصامت السوري قبل المعارض والأول هو من حيّد نفسه. 
كلمات ريما تناقلها المؤيديون (على مضض) أيضا ورأيت جملتها تُنسخ وتتناقلها الألسن ولوحات المفاتيح بشكل غير مسبوق.
أليس هذا دليلا كافيا على قوة الكلمة في مواجهة القبضة الأمنية الحديدية؟
ألم توحد ريما من السوريين ما لم يستطع النظام السوري القعمي ولا المعارضة المسلحة توحيده طيلة سنة ونيف من عمر الأزمة السورية؟
أليس كلام ريما ولافتتها البسيطة أمضى سلاحا من مضادات الطائرات التي يطلبها المجلس الوطني والجيش الحر؟ أليست ممثلاُ شرعيا ووحيدا للسوريين بقدر أكبر من كل أزلام المجلس الوطني؟ أليست جملتها القصيرة المكتوبة أقوى آلاف المرات من كل عبارات التهديد الطائفية المقيتة التي تلفظ بها عمار الواوي وأمثاله؟ أليست أكثر صدقا من كل أزلام النظام وقنواته الصفراء واعلامه المحرّض؟

أليس مقطع الفيديو التي ظهرت به ريما لمدة دقيقة ونصف أقوى بمئات المرات من عشرات الساعات التي قضاها دعاة السلاح و القتل على شاشات الفضائيات السورية والعربية؟
أليست ريما شرف كل السوريين وأكثر حقا بدخول البرلمان من سكان مجلس عكاظ؟
أليست ريما ضمانة كافية لكل مشكك بسلمية الشعب السوري؟ 

انحني أيها البوطي وأيها العرعور. انحني يا بشار ويا أيها الأسعد. انحنوا جميعا من دون استثناء حين يذكر اسم ريما فهي شرفنا جميعا هي سوريتنا التي نريد هي أغلى من كل ما تملكون بل هي أغلى ما نملك في سوريا.
وجه ريما المغطى بلافتتها أسطع نورا من نيران أسلحتكم ومضاويكم. هذا الوجه الذي غطته قطعة قماش رخيصة كتب عليها أغلى و أثمن كلام قيل وكتب في تاريخ سوريا منذ أن أوجدنا أول أبجدية مكتوبة.. 
لن تفي كلماتي البسيطة وجملي الركيكة ريما حقّها ولكني متأكد أن التاريخ والذاكرة السورية سيفعلان.
بكل اعتزاز, هذا ليس وطن الرجال.. بكل فخر, هذا وطن ريما.. وكل منّا عليه أن ينتمي لريما قبل أن يقول عن نفسه سوري.
ريما دالي, أنت فخري وأنتي سوريتي وإليك انتمي و أفخر أن أقول: "ريما تمثلني"

هناك تعليق واحد:

  1. اوقفوا القتل نريد ان نبني وطنا لكل السوريين٤/١٣/٢٠١٢ ٠٣:١١:٠٠ ص

    ما كان لهذه الكلمات ان تسطع وتعيش لولا تبنيها من قبل شبان لم يرمو البذرة وانما زرعوها واطلقوا الحلم لاجلها .....

    ردحذف