٢٠١١-٠٥-٣١

لأسباب فنيّة و تثقيفية بحتة: تعاريف نظرية و عملية في سوريا


في الفترة الأخيرة وجدنا أن بعض المتابعين للشأن السوري من العرب و السوريين في الخارج قد اصطدموا ببعض المفاهيم و بعض المسلّمات في سوريا حيث أن بعض المسميات التي تعني شيئاً في مكان ما تعني شيئاً مختلفاً في سوريا لذلك و من منطلق فنّي و ثقافي بحت وجب توضيح بعض المسمّيات و الحقائق في سوريا فكانت مجموعة التعاريف التالية:
ملاحظة: الرسم المرفق توضيحي من أرشيف رسوم المبدع علي فرزات.

وزير:
نظرياً: يقوم بدراسة مشاريع و ميزانيات وزارته و يقوم بتنفيذ القوانيين المشرعة التي تعنيه أو تعني وزارته.  
عملياً: مراقب دوام و حصّالة نقود الوزارة. يبحث بشكل دائم عن وسيلة للثراء السريع و تغطية عجز خزينة الوزارة التي نهبتها الوزارة السابقة. موظف توظيف لأبناء و اقرباء المسؤولين على مبدأ حكلّي بحكلّك و للشعب على مبدأ الواسطة المأجورة. يستخدم القلم الأخضر أحيانا للتوقيع على مشاريع صُودق عليها 'من فوق' لمصلحة فلان أو علتان. 

عضو مجلس شعب:
نظريا: يصادق على القوانين التي تخدم مصلحة المواطن، يساهم في الرقابة على تنفيذ القوانين المشرّعة من قِبل مجلسه.  له حصانة و قادر أن يحاسب الوزراء و كبار رجال الأعمال في حال قيامهم بتجاوز القانون.
عملياً: يهرول لأجل تقبيل أيادي الوزراء و المسؤولين ليتجاوز القوانين التي لم يشرعها وإن صادق عليها دون أن يقراها. يجلس في مكتبه يستقبل المواطنين الذين يريدون واسطة مأجورة حيث يطلبها من الوزير و يقبض عمولته. 

القاضي:
نظرياً: ينظر في قضايا البشر و تجاوزات الدولة و الأفراد و الشركات العاملة في البلاد  له صلاحيات غير محدودة و حصانة تمنع ملاحقته اذا كانت العدالة لا تعجب أصحاب السلطة و المناصب. 
عملياً: ميزان العدالة الأعوج الذي يميل لمن يملك كيس النقود الأثقل. مسيَّس بامتياز و هدفه في الحياة إطالة مدة القضايا لتحقيق الربح.

الصحفي:
نظرياً: السلطة الرابعة في البلاد، عين الشعب على الشعب و الدولة. مهمته فضح فساد أو تجاوزات السلطة أو الافراد إن وجدت.  
عملياً: شخص مغلوب على أمره بدو يعيش. إمّا أصبح بوقاً للمسؤولين أو شاعراً لإنجازات القيادة الحكيمة. لايرمي سهامه الّا على الخارج الذي لايتفق مع القيادة. الشريف منهم صار شوفير تكسي.

حالة خاصة - الفقسة السحرية:
هي حالة غير شائعة و لكنها مهمة جداً. هي أشبه بزر يقوم شخص 'كبير كتيير' في النظام بكبسه. مَن هذا الشخص؟ هو الشخص الذي لا نعرف عنه إلّا أنه 'من فوق'. هذا الزر يعطي صلاحيات مفتوحة لجميع هذه السلطات السابقة لإستخدام سلطتها الفعلية و لكن ضد شخص محدد غير مرغوب به.

"من فوق":
 مصطلح اختلف الأدباء على أصله فبعضهم يقول أن فلان 'من فوق' أي دلالة في رأس الهرم السلطوي و البعض الآخر يرجح أنه فوق لحتى يستحكم يخرى على الشعب بمساعدة الجاذبية الأرضية. 

الشخص الغير مرغوب به:
 شخص إنشق عن النظام أو شخص 'حركش' بشغلات قد تضر سمعة أحد الاشخاص يلي 'من فوق' أو ببساطة شديدة يمكن أن يكون كبش الفداء لعملية نصب كبيرة أو ما يسمى بالفدائي.

أجهزة الأمن و المخابرات و مجموعة الأشخاص يلي 'من فوق': 
هي السلطة الفعلية في سوريا. مهماتها: 
- تحديد نتائج انتخابات المجالس البلدية و مجالس الشعب 
- تعيين الوزراء و القيادات الحزبية و روساء الدوائر الحكومية. 
- الرقابة على كل انسان من مواطن الى وزير لتحديد مسولياته وواجباته و محاسبته. 
- تعيين القضاة و مراقبة عملهم و محاسبتهم.  
- الرقابة الذاتية:  كتابة تقارير ببعض على بعض و تُسلّٓم لشخص فوق. 
- رقابة على عمل الصحافة و الاعلام و الأعمال الفنية من مسلسلات و مسرحيات. 
- تحديد سياسات البلاد داخلياً و خارجياً.
- الإيعاز بتنظيم مسيرات المحبة و التأييد أو التنكيل بمن يستحق ذلك.  

ملحق أو زائدة في حاشية هذه التدوينة -
المواطن السوري: موقعه في هذه التدوينة هو تماماً كموقعه في سوريا فهو زائد عن حاجة السلطات و النظام و هو مستهلك لا فائدة منه و هم يفضل التخلص منه إمّا بأسباب طبيعية كالأمراض الناتجة عن القهر أو عن طريق دفعه للهجرة بالتضييق على حياته.

هناك تعليقان (٢):

  1. أنا برأيي أن المواطن ليس زائدة عن حاجة السلطات فكما قلتم في قصة العبور أن أسد الزمان بحاجة للمخلوقات كي يحكمها
    كما أن المواطن هو مصدر دخل و ربح للقضاء و المخابرات و و و و ....الخ

    ردحذف
  2. صحيح، لكن وقت نصل لوضع بكون فيه النظام بخطر بيظهر أكتر أنو المواطن كان بالأصل زائد عن الحاجة وأنو آن الأوان يضحي فيه النظام ليبقى، حتى لو اضطر يحكم حالو بحالو ولحالو

    ردحذف