٢٠١١-٠٤-١٦

إلى الرفاق القادة الحزبيين (من أرشيف الدومري السوري)

الكاتب : الدومري السوري

ثلاثون عاماً ونيف وحزبكم العتيد يتبختر فوق الأرض وينكل بشعبنا ويهجّر أجياله وزهرات شبابه.

ثلاثون عاماً ونيف والقيادة القطرية والقومية تعقد الجلسات العادية والطارئة وتناقش الوضع في الداخل وفي الخارج، لكن النقاش لا يرقى إلاّ إلى مستوى (جلسات تمسيح جوخ ونفاق.)
فتأسيس القيادات القطرية والقومية جاء كي يخدم مصالح أطراف قلّة وشخصيات محددة دون سائر الشعب..

ثلاثون عاماً ونيف وأنتم (تحقنونا) بنظرياتكم الاشتراكية في كل فتحة من جسمنا خلقها الله.
أممتم أرزاق العباد، بحجة توزيع الثروات على العمال والفلاحين، فوزعتموها بينكم لتصبحوا من أثرياء الوطن العربي.

ثلاثون عاماً ونيف وإسرائيل تحتل وتتوسّع، ثم تحتل وتتوسّع، وأنتم تجابهونهم بالخطابات، والمسيرات، والمقالات، وتخصيص السيارات، وبناء الفيللات حتى غدت على ما هي عليه: ترسانة نووية تهدد شعبنا.

أعواما" وأعوام من احتلال الجولان، والاستيطان يتسرطَن فيه، وأنتم لا تسمحون لنا بإطلاق (فشكة) واحدة باتجاههم. وما من مرّة اتجهت الظروف والاستهدافات نحو سورية، إلا وسارع السادة الرفاق إلى تشويش الأمور علينا في الداخل، وتجييش الإعلام لصرف أنظارنا عما يجري حقيقة"، وتوجيهه نحو (اسطوانة) استهداف المنطقة العربية.‏


وهذه هي سياساتكم الحكيمة الآن توصلنا للقرار 1636 الذي صار واقعاً (مجبرون) أن تتعاملوا معه.
وليس انطلاقاً من احترامكم لقرارات الشرعية الدولية كما ترددون.
فمن لا يحترم حقوق مواطنه الشرعية في بلده، فلن يحترم أي قرارات أخرى تصدر من أي جهة دولية.
والسؤال الذي يردده كل السوريون بينهم هو :
لماذا تتعمدون إيهامنا بأن سوريا هي المستهدفة، بينما الموضوع كله متعلق بستة أو خمسة أو أربعة أشخاص يستميت النظام في حمايتهم.
السيد ميليس لم يطلب التحقيق مع عشرون مليون مواطن سوري.
واحتمال اتهامنا لاحقا" بعدم التعاون لفرض عقوبات علينا، لا يخصنا كشعب لا من قريب ولا من بعيد،
بل يخص من يغامر بمستقبل الشعب دون الإدراك الكامل لخطورة اللعبة.

أنتم تسألون، ما الشكل المطلوب للتعاون مع لجنة ميليس..؟
سؤال بمنتهى السذاجة وجوابه أبسط ما يكون.
إذا أرادوا أن يحققوا مع أحد هنا أو على سطح المريخ فليتفضلوا، هل لدينا ما نخفيه؟؟
وإذا أرادوا أرصدة حسابات أحد فليأخذوها، هل لدينا ما نخفيه؟؟
وإذا أرادوا تسجيل محادثات، وقيود الحدود، وأسماء كل من دبّت رجله لبنان، فلنعطيهم إياها، هل لدينا ما نخفيه؟؟
الأمر بهذه البساطة.
ولو قمنا بكل هذا بشفافية تامة لكانت الدول التي تقف إلى جانبنا أكثر بكثير من روسيا والصين والجزائر فقط.
فإلى متى ستبقون الشعب في حالة قلق مترقبا" نتائج تقرير لجنة التحقيق الأول والثاني والثالث...والخامس؟

كفى استخدامكم موضوع السيادة كعذر لعدم تعاونكم مع المجتمع الدولي.
أين كانت السيادة عندما قصفت إسرائيل مواقع تدريب مزعومة للفلسطينيين في عمق الوطن؟
عندها تهربتم من مسؤولياتكم، ونسيتم كل ما تفرضوه علينا من جرعات (حكي قومجي) منذ مرحلة الطلائع إلى مرحلة خدمة العلم ، وسارعتم لاتخاذ قرار (الاحتفاظ بحقّ الردّ).

كفى استخدامكم موضوع السيادة كعذر، فموضوع السيادة موضوع شائك جدا"، والمواطن عندنا في ظل قوانين الطوارئ والمحاكم الأمنية، لا يملك السيادة حتى على نفسه.
فكيف تخاطبونا بما هو أكبر بكثير وهو سيادة الوطن؟

ومع كل ذلك كله أوافق مقولة أحد رفاقكم "بأننا بحاجة لوجود صمام أمان".
ولكن ليس من أجل تحقيق ميليس فقط ، بل من أجل حماية كل مصالح سوريا.
وصمام الأمان هذا هو شعبنا. ليس حزبكم المتخبط ولا زيد ولا عبيد.
الشعب وحده هو هذا الصمام.
فصارحونا وكاشفونا وقولوا للأعور أعور بعينه. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق